وقال فيكتور بارانتسيف الكاتب فى الصحيفة الروسية أن طالعات سوخوى — 24 ألحق العار بسيرة المدمرة الأمريكية، حيث نفذت قاذفة روسية من نوع "سوخوي-24" مناورات خطيرة على مقربة منها، شكلت تهديدا كبيرا لها قرابة سواحل جمهورية القرم الروسية.
ولفت بارانتسيف النظر، إلى أن الخطر الذي أحدق بالسفينة الأمريكية، تلخص في إعماء القاذفات الروسية راداراتها، فضلا عن التحليق فوقها بشكل مباشر فيما عجزت أجهزة الأخيرة عن رصد القاذفة، لتبقى فريسة سائغة لو قررت "سوخوي-24" قصفها.
وذكّر بارانتسيف، بأن الحادث المذكور، أسفر عن إعراب زهاء عشرين فردا من طاقم السفينة الأمريكية في تقارير رفعوها إلى قيادتهم، عن رغبتهم في ترك الخدمة في البحرية الأمريكية، بعد الصدمة العصبية التي حلت بهم، وإدخال اثنين منهم المستشفى في مدينة قسطانسا الرومانية من شدة الوجل.
سوء الطالع، كان حليف المدمرة الأمريكية للمرة الثانية على التوالي، حيث واجهت نفس النوع من الطائرات الروسية، ولكن في مياه بحر البلطيق، إلا أن صدمة الطاقم الأمريكي هذه المرة كانت أخف من سابقتها حسب صاحب المقال، نظرا لأن القاذفة الروسية لم تشغل منظومة "خيبيني" لتعمية الرادارات المعادية كما فعلت فوق "كوك" في مياه البحر الأسود.
وبالوقوف على الحادث الأخير، ذكر بارانيتس أن السفينة الحربية الأمريكية دخلت في الـ11 من أبريل/نيسان أحد الموانئ البولندية، وحملت منه على ظهرها مروحية بولندية في مناورات مشتركة، وأن طواقم طائرات "سوخوي-24" في ذلك اليوم كانت تتدرب على التحليق فوق المياه الدولية في بحر البلطيق.
وأكد بارانتسيف، أن مسار تحليق القاذفتين اللتين يشير إليهما الأمريكان في اليوم المذكور، كان يتقاطع وفقا للخطة الموضوعة للتدريبات مع وجهة المدمرة الأمريكية التي كانت تناور على مسافة زهاء 70 كم عن المياه الإقليمية الروسية. كما أشار إلى ما صرحت به وزارة الدفاع الروسية التي شددت على أن طياريها التفّا بعيدا عن المدمرة الأمريكية حال مشاهدتهما لها دون أي انتهاك للقواعد الدولية المرعية في مثل هذه الحالات.
الجانب الأمريكي من جهته، استشاط غضبا، وأكد أن قاذفتي "سوخوي-24" حلقتا في اليوم المذكور على مقربة من "كوك" جيئة وذهابا زهاء عشرين مرة، وعلى ارتفاع لم يزد عن 30 مترا، وعلى مسافة لا تربو عن الكيلومتر الواحد.
وذكر الأمريكان كذلك، أن الطيارين الروسيين، وفي اليوم التالي، ناورا بقاذفتيهما في محيط السفينة الأمريكية على ارتفاعات منخفضة إلى درجة أن تيار الهواء المندفع من مؤخرتيهما أثار موج البحر وراءهما، الأمر الذي شكل تهديدا على المدمرة الأمريكية.
بارانتسيف، تساءل في التعليق على تصريح الجانب الأمريكي، عن مكمن المشكلة التي يهوّل لأمرها بحارة واشنطن.
وأضاف: يحق لطائرتينا التحليق في المياه الدولية على الارتفاعات التي يراها الطيارون مناسبة، فضلا عن أنهما لم تحلقا مباشرة فوق مقدمة السفينة الأمريكية، ولم تقطعا مسار "كوك" بشكل عامودي، ناهيك عن اعتراف الأمريكان أنفسهم بأن قاذفتينا كانتا على مسافة ألف متر من سفينتهم، بلا أي انتهاك للقواعد الدولية المرعية.
وفي تفنيد مخاوف البحارة الأمريكيين، اعتبر بارانيتس أن الموج الذي أثارته القاذفتان الروسيتان، لا يقوى على قلب مدمرة بكاملها، وأن شكوى الأمريكان ليست إلا ضربا من تظلّم الأطفال، وهو ما أثار دهشة وزارة الدفاع الروسية إزاء رد الفعل الأمريكي العصبي هذا.
وأضاف: الأمريكيون ممتعضون جدا، إذ أن القاذفتين الروسيتين قد "حلقتا على مسافة قريبة جدا من سفينتهم"، وعبّروا عن تذمرهم كذلك، بنشرهم فيديو صوّر الحادث. عبارة "على مسافة قصيرة جدا"، هي عبارة مطاطة ونسبية، إذ أن المسافة القريبة قد تتراوح ما بين بضع عشرات من الأمتار والكيلومتر الكامل، ناهيك عن أن شيئا طارئا لم يحدث، باستثناء خشية المروحية البولندية الإقلاع من على ظهر "كوك" في إطار مناوراتهما.
وفي الختام، كتب بارانيتس: حينما تقوم الطائرات الحربية الأمريكية بمناورات مشابهة على مقربة من سفننا في مياه المحيطين الهادي والأطلسي، فإن البحارة الروس لا يجهشون بالبكاء على مسامع العالم بأسره!