سبوتنيك: الاتهامات المتتالية لـ"حزب الله" وتصنيفه جماعة إرهابية، التي كان آخرها إدانة البرلمان العربي لما وصفه بـ "التدخل الخارجي المباشر" من قبل إيران و"غير المباشر" من "حزب الله" اللبناني في شؤون الدول العربية، واعتبار الحزب جماعة إرهابية، وكذلك القمة الإسلامية الـ13 التي اختتمت أعمالها الجمعة في اسطنبول
لماذا كل هذه الاتهامات ومالذي يخبئه شبه الإجماع العربي والدولي عليها؟
حطيط: بداية ومن أجل وضع الأمور في نصابها، لايعتبر ما صدر عن الهيئات الدولية والإقليمية بأنه صدر عن هيئات مختلفة، إنما هو قرار واحد اتخذته السعودية ضد "حزب الله" ومحور المقاومة، وقامت بفرض هذا القرار على تلك الهيئات، فكل ما صدر من قرارات بهذا الصدد عن الجامعة العربية، أو عن منظمة التعاون الإسلامي، أو البرلمان العربي، هي في الحقيقة قرار واحد، وباختصار هو قرار السعودية ضد "حزب الله"، أما لماذا اتخذت السعودية هذا القرار فمرده إلى حال السعودية بعد خمس سنوات من العدوان على المنطقة، لكنها أخفقت في كل شيء، أخفقت في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وباتت تتآكل في وضعيتها السياسية وفي فضائها الاستراتيجي، وأصبحت تشتري الفضاء الاستراتيجي الوهمي والاصطناعي بالمال، لذلك نحن نرى أنه لا قيمة عملية للقرارات السعودية حيث أن المواجهة الفعلية هي بين مشروعين في المنطقة، مشروع المقاومة الذي يتبناه "حزب الله"، ومشروع العدوان الذي تنضوي تحت لوائه السعودية، لكن مشروع المقاومة أثبت ثباته ونجاحاته في مواجهة العدوان، وما نشاهده الآن على الساحة السورية يبرهن بالدليل القاطع، أن العدوان الذي تمارسه السعودية في المنطقة غير قادر على فرض نفسه أو تحقيق أهدافه، وبالتالي القرار الذي اتخذته السعودية وفرضته على هذه الهيئات بتصنيف "حزب الله" منظمة إرهابية أو بإدانة أعمال "حزب الله" التي يقوم بها في مواجهة العدوان على سوريا بأنها أعمال إرهابية، كل ذلك لاقيمة له لكنه تصرف يأتي من عدو ضد عدو.
سبوتنيك: قال رئيس البرلمان العربي، أحمد بن محمد الجروان: "إن حزب الله هو حزب إرهابي"، مضيفا أن الجامعة العربية أقرت ذلك ومنظمة التعاون الإسلامي كذلك "نظرا لتدخلاته السلبية في شؤون العديد من دول المنطقة
تعليقكم على كلمة رئيس البرلمان العربي؟
حطيط: من الأصل هذا البرلمان لا قيمة له ولا تأثير له على الساحة الدولية، ولا أحد يسمع بمثل هذا البرلمان، وبالتالي جروان وكل برلمانه من حيث الوزن والتأثير في السياسة الدولية يمكن أن يقال عنه بأنه صفر، والمضحك هنا أن السعودية التي لا تملك برلمانا تأتي إلى الدول التي تملك برلمانات تحت إطار البرلمان العربي لتملي عليها قراراتها، فكان أجدر بجروان قبل أن يتحدث بقرار اتخذته السعودية، كان عليه أن يسأل السعودية أين برلمانك من الأساس!!
سبوتنيك: من ضمن الأسباب التي ذكرها البرلمان لتصنيفه "حزب الله" بالإرهابي، أنهم كانوا يأملون أن يوجه "حزب الله" سلاحه ضد إسرائيل بالأساس، وأن يكون هناك تنسيقا في حماية الأمن القومي العربي
إلى من توجه أسلحة حزب الله؟
حطيط: "حزب الله" نشأ وسلاحه في وجه إسرائيل، واستمر "حزب الله" وسلاحه في وجه إسرائيل، والمنظومة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية والمعنية بأمن اسرائيل اتخذت القرارات الدولية من أجل حرمان "حزب الله" من امتلاك السلاح الذي يستعمله ضد إسرائيل، وعلى الرغم من كل القيود والحصار التي شاركت فيه كل الدول العربية بما فيها الدولة التي ينتمي إليها جروان وسواه ممن شاركوا في حصار "حزب الله" إلا أن "حزب الله" استمر بطرقه الخاصة، يراكم ويكدس الأسلحة التي باتت ترعب وتخيف إسرائيل، مما حرم إسرائيل حرية القرار بخوض حرب ضد المنطقة، فبالتالي هذا الكلام مردود على صاحبه جملة وتفصيلا، فهو إما أعمى ولايرى، أو أنه متآمر على القضية الفلسطينية منكر للحقائق، أما بالنسبة لقتال "حزب الله" في سوريا، فأن المشروع التكفيري الذي تحتضنه السعودية هو توأم للمشروع الصهيوني الذي تمارسه إسرائيل، والعلاقة بين السعودية وإسرائيل باتت فوق الطاولة، علاقة تحالفية، وعلى هذا الأساس لا نجد غضاضة مطلقا بأن نقول أن من يواجه التكفيريين هو بمثابة من يقاتل الصهاينة لأنهما وجهان لعملة واحدة تهدف إلى هدم المنطقة وتغيير تاريخها وانتزاع قرارها وإباحتها للأجانب.
سبوتنيك: في المقابل تساءل "حزب الله" في بيانه، يوم الإثنين، عن "موقف الجامعة العربية والدول العربية من اجتماع الحكومة الصهيونية في هضبة الجولان السورية المحتلة والتصريحات التي رافقت هذه الخطوة التي وصفها "حزب الله" بالوقحة
لماذا هذا الاختلاف بين سياسات الحكومات العربية و"حزب الله"؟
حطيط: السبب هو أن العرب اليوم في حالة انقسام عمودي، فهناك فئة تقاتل وتقاوم إسرائيل وتسجل كل سلوك وتصرف تقوم به إسرائيل ضد القضية العربية، من احتلال وحصار وضم وتهويد ويقوم بإحصاء هذه المسائل على إسرائيل، وهناك معسكر آخر بقيادة السعودية يتحالف مع إسرائيل يسلم لها بالاحتلال وينظم معها المشاريع، وكان آخرها مشروع جسر الملك سلمان، ومشروع الأمن في البحر الأحمر بتنسيق كامل مع إسرائيل، فمن البديهي أن تكون مكونات كل معسكر على خلاف مع مكونات المعسكر الآخر، "حزب الله" حزب مقاوم لإسرائيل والسعودية، ومن يدعمها فريق مستسلم لإسرائيل وتابع لها، يعمل بكل جهده على تطبيق مشروع شيمون بيريز في الشرق الأوسط الجديد الذي عنوانه بالفكر الإسرائيلي والمال العربي ونتاجه أن تحكم إسرائيل المنطقة.