تحظى حلب على خلاف المناطق السورية بإهتمام غير مسبوق، فحلب كما يقال عنها هي أم المعارك منذ بداية الأزمة في سورية، وقد يتضح بالفعل من خلال الأحداث الجارية على جبهة حلب وما يجري فيها من إعتداءات إرهابية دموية تزهق فيها أرواح العشرات من الأبرياء من سكان هذه المدينة الإستراتيجية والمحاذية للحدود التركية جغرافياً وجيواسياسياً وحتى ديموغرافياً، والتي يرافق الأحداث فيها حملة تضليل إعلامية شعواء وشرسة جداً معاكسة تماماً لحقيقة مايجري هناك من قتال بين الجيش العربي السوري وحلفائه من جهة، وبين تنظيم داعش الإرهابي والمجموعات الإرهابية الأخرى والمدعومة تركياً والموجهة أمريكياً بكل التفاصيل، ولكن اذا ماتابعنا الإنتصارات التي تحققها القوات الحكومية السورية ضد هذ المجاميع وهروبهم أمامها في كل مكان ،والذي أدى بدوره الى استشراس هذه المجموعات الإرهابية واستخدامها السكان الأبرياء كدروع بشرية، وكذلك الأمر استخدام بيوت الدين والجوامع لضرب الأحياء السكنية وإستخدام مضادات الطيران من داخلها، نرى أنه في الطرف الاخر من العالم ونقصد هنا الولايات المتحدة تبدي تراجعاً حذراص جداً فتخطو خطوة الى الأمام وتتراجع غثنتين وهذا دليل على عدم ثقتها بما يمكن أن تقدمه لها هذ الأذرع الإرهابية في معركة حلب بما يخدم مصالحها ومخططاتها في الفترة القادمة، ومن هنا يمكن أن نفهم التصريحات التي جاءت على لسان الرئيس الأمريكي براك أوباما حسب الأنباء الواردة والذي قال أنه لايمكن تحقيق مشروع الفيدرالية في مناطق شمال شرق سورية بالقوة العسكرية لأنها غير كافية، كما وقال أن هذا المشروع طرح من قبل قلة قليلة، ونحن نعلم بالأصل أن هذا المشروع أمريكي بحت وأرسل لأجل تحقيقه الكثير من السلاح، وذلك الأمر دعم مايسمى بجيش سورية الديمقراطي ب 150 عنصر جديد من عناصر وضباط وخبراء لكن يبدو أن ميكيال أوباما لم يأتي على حساب البيدر السوري، فاضطر للإدلاء بمثل هذه التصريحات، ولى المقلب الآخر نرى تقدم سياسي عسكري روسي واضح في زيادة الدعم للجبهة السورية ضد الإرهاب، اذا كيف يمكن لنا أن نفهم تصريحات القيادة الروسية حول أنها لن تطلب من القيادة السورية إيقاف عملياها في حلب، زد على ذلك تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرغي شيغو بأن الإسناد الجوي الروسي للجيش السوري سيعود الى ماكان عليه قبل الإتفاق على الهدنة في شهر شباط الماضي، وهذا مايعني أننا سنرى تطورات أكثر دراماتيكية لان الولايات المتحدة قد تتراجع نعم ولكن لتعطي الدور لتركيا التي صرح رئيس وزرائها أحمد داوؤد اوغلوا بأن حلب سوف يتم تحريرها، فهل ياترى ستكون المهمة موكلة الى القوات التركية التي جرى تحشيدها مؤخراً على الحدود السورية ؟ ومن من يقصد أوغلوا تحرير حلب هل من أذرعه الإرهابية ؟ أم أنه وبكل جنون يقصد تحريرها من الشعب السوري نفسه في ظل جنون هذه التصريحات غير المسؤولة؟
إعداد وتقديم نواف إبراهيم
