يتضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تعيش حالياً حالة من الهيستريا الحقيقية، وهذا ما نراه ونلحظه بشكل دقيق في سلوكياتها وحتى في سلوكيات الدول المتحالفة معها في منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد دول الخليج، وتركيا وحتى إسرائيل، وكل هذا يمكن إختصاره في شرح ضياع المخططات الإستراتيجية المرسومة سابقاً لمنطقة الشرق الأوسط، ووقوف الولايات المتحدة عاجزة أمام عدم قدرتها على تحقيق أي تقدم حقيقي في تحقيق أي نتيجة من شأنها أن تساعد الولايات المتحدة على إلتقاط أنفاسها، ويمكن تلخيص هذه الخسارات على سبيل المثال لا الحصر فالولايات المتحدة لم تستطع أن تحقق أي من مشاريعها لا في العراق، ولا في اليمن، ولا في مايخص الملف النووي الإيراني، ولا في الملف الليبي، ولاحتى في الملف السوري الذي كان حجرة العثرة الأكبر في وجه مشاريع هذه الدول في منطقة الشرق الأوسط، ومايحدث من تسعير لحملات الإرهاب على المدن السورية وخاصة حلب هو الدليل الأكبر على ضياع البوصلة لدى الولايات المتحدة في هذا الملف بعد أن عرقلت محادثات جنيف أملاً بتحقيق أي تقدم على جبهة حلب، والأساس في هذا الموضوع أن روسيا تعد العنصر الأساس والأهم في هذه الملفات الذي يعيق الولايات المتحدة في تحقيق أدنى إنجاز إستراتيجي، ومن هنا نرى أن الولايات المتحدة تتبع الأن استراتيجية جديدة قديمةالا وهي اشعال أكبر قدر ممكن من الحرائق في مناطق متفرقة واستفزاز روسيا في جميع مناطق الاحزمة الامنية والجيوسياسية لروسيا، كاستفزازات حلف الناتو وتهديداته ومحاولة نشر الدرع الصاروخية في دول شرق أوروبا، وكذلك إتهام روسيا بإعتراض طائرة أمريكية في منطقة بحر البلطيق كل هذا يشرح التوتر الأمريكي الذي تسبب بإنحراف الولايات المتحدة عن أي مسار في التعقل أو احترام المجتمع الدولي، فالولايات المتحدة تحضر نفسها للخروج من منطقة الشرق الأوسط بعد كل هذه الخسارات وتاتي بقوتها الى دول أوروبا الشرقية على الحدود مع روسيا تحت حجة توسيع الناتو الذي انتهت صلاحيته اصلا لانه كان لأجل فرط الإتحاد السوفييتي والان تحتاج الولايات المتحدة الى استراتيجيا جديدة تحمي بها مصالحها وخطوط نقل الطاقة عبلا البلطيق.
وبالعودة الى مناطق النار الى تعز اليمنية التي هي صورة حلب السورية والمخطط واحد في بعد جغرافي مدروس بدقة من أصحاب المشروع الغربي العربي الرجعي وفق مكيال الخسارة والربح في معارك الشيطان الدائرة في كل المنطقة حاليا، فحلب تتعرض هذه الأيام لأشد أنواع الإرهاب والعهر الإعلامي المدعوم والممول من دول غربية وخليجية وتنفذه تركيا ضد الشعب السوري، وكذلك نفس الحال تعيشه مدينة تعز اليمنية من فتح الحدود لدخول المجموعات الإرهابية من تنظيم داعش الإرهابي وفق خطة معقدة لنقل الإرهابيين بين سورية واليمن وفق متطلبات أرض المعركة، وبفعل القدرة على الصمود الإنتصارات التي يحققها الجيش السوري على الرغم من حجم الخسائر والضحايا من الشهداء والتضليل الإعلامي لتهويل الوضع بأن حلب سقطت، تقوم تركيا والسعودية بنقل الإرهابيين من تنظيم داعش وغيرهم من المجموعات المسلحة الى مدينتي تعز وعدن اليمنيتين لتكون الجبهة البديلة عن سورية حسب ماجاء في حوار مهم مع محافظ تعز في اليمن وتحدث عن معلومات هامة جدا حول الاوضاع والقاء القبض على على مئات الارهابيين الذين يتنقلون بين سورية واليمن عبر تركيا والسعودية من جنسيات مختلفة وسوف يتم تقديم لوائحهم وفضح التحقيقيات معهم في الوقت المناسب.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم