00:00
01:00
02:00
03:00
04:00
05:00
06:00
07:00
08:00
09:00
10:00
11:00
12:00
13:00
14:00
15:00
16:00
17:00
18:00
19:00
20:00
21:00
22:00
23:00
00:00
01:00
02:00
03:00
04:00
05:00
06:00
07:00
08:00
09:00
10:00
11:00
12:00
13:00
14:00
15:00
16:00
17:00
18:00
19:00
20:00
21:00
22:00
23:00
مدار الليل والنهار
03:30 GMT
150 د
مدار الليل والنهار
06:00 GMT
183 د
عرب بوينت بودكاست
10:24 GMT
36 د
مدار الليل والنهار
14:00 GMT
183 د
مدار الليل والنهار
19:03 GMT
117 د
مدار الليل والنهار
21:00 GMT
33 د
مدار الليل والنهار
03:30 GMT
150 د
مدار الليل والنهار
06:00 GMT
183 د
عرب بوينت بودكاست
11:03 GMT
28 د
عرب بوينت بودكاست
تترستان نافذة روسيا إلى العالم العربي
12:33 GMT
22 د
ملفات ساخنة
فيتو أمريكي جديد في مجلس الأمن ضد قرار لوقف الحرب في غزة
13:31 GMT
29 د
مدار الليل والنهار
البرنامج المسائي
14:00 GMT
183 د
مدار الليل والنهار
البرنامج الصباحي - اعادة
19:03 GMT
117 د
أمساليوم
بث مباشر

رئيس الوزراء الليبي الأسبق: المجتمع الدولي هو من يعرقل عملية الانتقال الديمقراطي في ليبيا

© flickr.comمحمود جبريل
محمود جبريل - سبوتنيك عربي
تابعنا عبر
قال رئيس الوزراء الليبي الأسبق، ورئيس تحالف القوى الوطنية، الدكتور محمود جِبْرِيل، أن المجتمع الدولي هو من يعرقل عملية الانتقال الديمقراطي في ليبيا.

القاهرة — سبوتنيك

وعن رأيه في الاتفاق السياسي للانتقال إلى حكومة توافقية يتفق عليها كل الليبيون، وتنهي الأزمة والصراع القائم في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011  وتأخر عمل حكومة الوفاق رغم دخولها إلى العاصمة طرابلس،

تحدث الدكتور محمود جبريل لـ "سبوتنيك" في هذا الحوار الخاص:  

- ما هو رأيك في دور المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة في التحول الديمقراطي في ليبيا، واقتراحه حلا  سياسيا للأزمة من خلال اتفاق سياسي من الحوار الليبي لأنهاء الصراع القائم في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في ٢٠١١؟ 
تصوري أن المجتمع الدولي أساء إلى ليبيا مرتين، الأولى في 2011 عندما سقط النظام لم يفكر فيما يسمى ببدائل أخرى بعد سقوط النظام ،  من السهل أن تدمر بلدا ولكن من الصعب أن تعيد بنْاءه، والمهمة الحقيقية كانت هي مهمة إعادة البناء، ورغم التحذير المتكرر لهم في ذلك الوقت إلا أنهم رفضوا هذا الأمر واعتقدوا أن المهمة انتهت بسقوط النظام، والآن نحن وهم ندفع ثمنا غاليا.

أن ليبيا كانت مجتمع بدون دولة وهي تختلف عن مصر مثلا  حيث استمرت في مصر كلا من المؤسسة العسكرية والمؤسسة الأمنية والمؤسسة القضائية، أما في ليبيا كان هناك انهيار كامل لمؤسسات الدولة. والإساءة الثانية، عندما حاول المجتمع الدولي من خلال الأمم المتحدة أن يقدم أو أن يقترح أو أن يرعى حلا سياسيا للأزمة السياسية، وهو ما تمخض عنه ما سمي بالاتفاق السياسي من الحوار الليبي الذي رعته الأمم المتحدة لما يزيد عن سنة ونصف كان اتفاق بعيون المجتمع الدولي وليس بعيون ليبيا. 

لم يراع هذا الاتفاق نتائج العملية الديمقراطية في ليبيا، ثلاث انتخابات ليبية متتالية يفوز فيها التيار المدني، ويخسر فيه التيار المتأسلم، سياسيا أنتهى الاتفاق السياسي بما سمي كذبا وبهتانا، التوافق أدى إلى تمكين التيار المتأسلم سياسيا ممثلا في الإخوان والجماعة المقاتلة  في المجلس الرئاسي والحكومة واستبعد التيار الذي كسب ثلاثة انتخابات متتالية.  

وبعدها  يخرج بان كي مون والسيد كوبلر ويقولان بأن هذا سيساعد على التحول الديمقراطي في ليبيا، وأنا أتمنى من المجتمع الدولي ألا يلفظ كلمة ديمقراطية مرة أخرى على ما يحدث في ليبيا، لأن ما يحدث في ليبيا لا علاقة له بالديمقراطية على الإطلاق، الشرعية السياسية والصندوق الانتخابي ضرب بهما عرض الحائط، ما يتم في ليبيا هو مراعاة مطلقة لمصلحة المجتمع الدولي في ليبيا دون مراعاة لمصلحة الليبيين أو مستقبل هذا الوطن أو مستقبل العملية الديمقراطية في ليبيا. 

الأحلام التي خرج من أجلها الشباب في 17 فبراير/ شباط 2011 تدمر بإرادة دولية ويفرض الاتفاق السياسي فرضا رغم ما يرونه من اختراقات، سواء للحكومة حيث ينص الاتفاق السياسي ألا تمارس الحكومة قبل اتخاذ الثقة من مجلس النواب وهي الأن تمارس دورها قبل أن تأخذ الثقة من مجلس النواب. 

ثانيا: شكل ما سُمي بمجلس الدولة وخرق الاتفاق السياسي، محتكرا لنفسه حق التعديل الدستوري فهذا ليس من اختصاصه، والمجتمع الدولي يراقب ويشاهد ويفرض هذا على الحكومة فرضا.

ما يحدث الآن يشكل تناقضا صارخا مع مواقف المجتمع الدولي، في اليمن عندما تم الاعتداء على الحكومة الشرعية في صنعاء وطردها الحوثيون من صنعاء اجتمع مجلس الأمن وأصدر قراره برفض هذا الأمر وأصر على عودة الشرعية مرة أخرى وعودة الحكومة الشرعية، وقام مجلس التعاون الخليجي بحملته العسكرية "عاصفة الحزم" وعندما حدث نفس الأمر حرفيا في ليبيا حيث كانت هناك حكومة ليبية منتخبة ومجلس نواب منتخب، تم الاعتداء من ميلشيات المتأسلمين سياسيا، والمجتمع الدولي لم يتخذ نفس الموقف، بل قالوا عليكم أن تشاركوهم في السلطة، وانتهى الأمر ليس شراكة في السلطة بل تمكينهم من السلطة تماما، واستبعاد من فاز في الانتخابات المتتالية. ودعم البرلمان الليبي الذي هو الجسم الشرعي المنتخب وهو الذي يجب أن يعطي الثقة لحكومة التوافق وننتظر حتى يجتمع مجلس النواب ويعطي الثقة إلى هذه الحكومة.  

ولكني استغرب وأتساءل لماذا يتوافد وزراء الخارجية على طرابلس على هذه الحكومة قبل أن تنال الثقة؟ لماذا التصريح تلو الآخر سواء من الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة ومن مختلف الدول الأوروبية أن هذه الحكومة هي الحكومة الشرعية، وبدأوا في عقد  الاتفاقات هذا أمر واقع وبالتالي الحديث عن اتفاق سياسي والحديث عن شرعية أصبح حبرا على ورق وأصبحت لغة القوة وفرض الأمر الواقع هو سيد الموقف ليس هناك أي قدسية وليس هناك أي احترام لا للشرعية ولا لأي اتفاق سياسي آخر. 

- ماذا يحدث في حال تمسك مجلس النواب بالاتفاق السياسي ووجوب التصويت أولا لحكومة الوفاق ؟ 

حتى لو تمسك مجلس النواب بالاتفاق السياسي فالمجتمع الدولي لم يعد متمسكا بالاتفاق السياسي فهو يريد أن يفرض أمرا واقعا، والأن أنقسم البرلمان خرجت مجموعة داعمة لحكومة الوفاق اجتمعت في مطعم ليس بسبب ادعائهم أن حدثت عرقلة لعملية التصويت واصدروا بيان أنهم اعطوا الثقة لحكومة الوفاق ولكن ليس من داخل المجلس حتى عرف باسم  بيان المطعم. 

المجموعة الرافضة لهذا الأمر تقول شكلت لجنة ' 6+ 6 ' ستة من الرافضين وستة من الداعمين لمحاولة  الوصول إلى توافق قبل عقد مجلس النواب ثم دعا السيد كوبلر لجنة الحوار المشكلة من الامم المتحدة للاجتماع في تونس في كمحاولة للخروج من حل لهذا المأزق، ثم فوجئنا بهذه المجموعة الداعمة لحكومة التوافق اجتمعت واصدروا بيان بأنهم أعطوا ثقتهم ضاربين بعرض الحائط جهود لجنة 6+ 6 ودعوا كوبلر للحوار في تونس لإيجاد مخرج توافقي لهذه الأزمة وأصدروا بيانا بأنهم أعطوا الثقة للحكومة وتمسك المجتمع بهذا البيان وقال أن هذا كاف وأن الحكومة نالت الثقة وبالتالي أننا امام حكومة موجودة في طرابلس وعلى المجتمع الدولي أن يتعامل معها.

- يري البعض أن هناك إخفاق كبير من مجلس الأمن والامم المتحدة والمجتمع الدولي في التعامل مع الأزمة الليبية، فما رأيك هل تسبب المجتمع الدولي في ارباك المشهد الليبي بدلا من مساعدته وتقديم الحلول التي من شأنها المساهمة في بناء دولة ديمقراطية  ؟ 

المجتمع الدولي يسدد طعنات قاتلة لمستقبل الديمقراطية في ليبيا وليس مستقبل الديمقراطية فقط بل مستقبل بناء الدولة في ليبيا لأنه كرس سلطة الامر الواقع كرس سلطة الميلشيات على الارض بدلا من أن يتعامل معها وهذا لن يؤدي الا إلى سيناريو من ثلاثة اما أن البلد ستتشرذم أكثر وقد يكون مصيرها الانقسام والانفصال وأرجو الا يحدث ذلك وأن اراهن على وعي الليبيين أن يتصدوا لمثل هذه المؤامرات.

لكني أعتقد أن المجتمع الدولي لن يمانع في تقسيم ليبيا  ويقوم بكل الخطوات الاستفزازية لبعض دعاة الانفصال في ليبيا خاصة في المنطقة الشرقية حتى يتم الانفصال بأيدي ليبيا ولكن عندما تفرض أمرا واقعا وبالقوة فأنت تدفع الاخر أن يرفض هذا الامر والا أن يكون جزءا من المعادلة. 

الامر الثاني أن يكون هناك نوع من الوعي الحقيقي لدى الرافضين للحكومة بالانضمام إلى جلسة مجلس النواب التي يدعون لها خارج طبرق حتى يفوتوا الفرصة على دعاة الانفصال وعلى المجتمع الدولي هذه الحكومة مستقبلها محفوف بالمخاطر نتيجة أنها  حكومة تعمل في ظل الميلشيات وبالتالي مستقبلها سيكون مثل حكومة زيدان وحكومة الكيب ليس هناك أي فاعلية لأي حكومة في ليبيا ما لم نستطع حل مشكلة نزع سلاح الميلشيات وتفكيكها.

كل ذلك يعتبر أفظع الواقع حقيقة هي جرعات  وهمية مسكنة لا علاقة لها بالأمر الواقع على الارض نحن نتحدث عن أنتشار السلاح بشكل سرطاني داخل ليبيا نتحدث عن تحالفات جديدة بدأت تتشكل على الارض اتباع النظام السابق بدأوا يتحالفون مع خليفة حفتر للدخول تحت غطاء خليفة حفتر للمعاودة مرة أخرى. التيارات المتأسلمة مع ميلشيات مصراته تحاول أن تتحالف هي الاخرى في مواجهة هذا الامر يعني نوع اخر من الاستقطاب اصبح يدور على الارض هو استقطاب مسلح وهذا ينذر بخطر اشتعال الحرب الاهلية مرة أخرى.

الامل كبير لدى الليبيين بأن ما يحدث الأن من بعض الاطراف على الارض بوعي أو بدون وعي هو خطر على مستقبل ليبيا ولو حدث ذلك فالمنطقة كلها ستكون مهددة، ليبيا اليوم فيها أكثر من 29 مليون قطعة سلاح فيها اكثر من 1600 ميلشيا فماذا عن تصرف كل  الميلشيات وامتلاكها لكل هذه الاسلحة في مجتمع بدون دولة، والأن علينا أن ننظر إلى ليبيا بأنها مثل كرة النار التي يمكن أن تتحرك في اي اتجاه. 

 — هل تعد الميلشيات المسلحة في ليبيا وحملها السلاح خارج سلطة المؤسسة العسكرية هي من أهم التحديات التي ستواجهها أي حكومة تأتي إلى ليبيا؟ وهل يمكن أن ينجح أي حوار سياسي يقام وسط سيطرة ميليشيات مسلحة؟

المقدمات عندما تكون خطأ فالنتائج تكون خطأ، منهج الحوار الذي تبنته الامم المتحدة منهج خاطئ 100%، منهج يقوم على اقتسام السلطة في بلد لم تخلق فيه السلطة بعد فالسيد 'ليون'  كان يقسم وهما على الليبيين عندما يقوم بتوزيع المناصب بشكل جهوي بين الشرق والغرب والجنوب هو يفعل شيئين في غاية الخطورة الأمر الأول هو يكرس نغمة ونبرة الانفصال داخل ليبيا وتقسيمها إلى اقاليم الامر الثاني أنه يقفز على الواقع ويقسم مناصب ليس من القوة شيئا.  

الحكومة هي أضعف الاطراف في المشهد الليبي حكومة لا تمتلك جيش ولا تمتلك شرطة ولا تمتلك مؤسسة قضائية هي حكومة ورقية لا وزن لها على الاطلاق من يمتلكون السلطة على الارض هم الميلشيات المسلحة ثم شيوخ القبائل ثم بعض الكيانات السياسية، الثلاث عناصر كانت مستبعدة من الحوار فالسيد 'ليون' أتى بمن لا يملك ليعطي من لا يستحق، عندما استدعى  بعض رؤساء جمعيات أهلية واخرين  من مجلس النواب ومن المؤتمر الوطني السابق وعمل معهم حوار من منظور امكانية الوصول إلى اتفاق بين هؤلاء الناس سيكون اسهل وهو ما حدث ومن يعارض هذا الامر يعرض للعقوبات من الامم المتحدة فهي التفاف حول المشاكل الحقيقية في ليبيا.

 ونؤكد على عدم نجاح اي حوار ليس هناك من حوار ما لم يتناول كيفية معالجة المشكلات التي تحول دون قيام الدولة مرة اخرى ومن أهمها تفكيك الميلشيات ونزع السلاح وادماجها في بدائل مختلفة وبناء جيش قوي قيام المؤسسات الامنية لممارسة عملها الامني في أمن المواطن وتفعيل القضاء مرة أخرى لأن السجون مكتظة ولا يوجد محاكم تحاكم خروقات الميلشيات ثم المصالحة الوطنية ثم الملف الاقتصادي.  

بدون معالجة هذه المشكلات لن تستطيع أي حكومة أن تفعل شيئا سواء دعمها المجتمع الدولي أم لم يدعمها الدول التي مرت بمثل هذه التجارب للتعامل مع الميلشيات فيه ثلاث مراحل هي نزع السلاح، والتفكيك والادماج والتسليم بأن أغلب هؤلاء الشباب لجأوا للسلاح لأنه لا يمتلك مصدر آخر للرزق والحكومة تدفع مرتبات الميلشيات من هذا الطرف ومن الطرف الاخر فالحكومة هي التي تقوى الصراع الاهلي. 

تفكيك الميلشيات لابد أن يكون حلاً واقعياً بمعنى هناك فرق بين الأمثل والأنسب الامثل أن يكون هناك جيش قوي مثل ما حدث في مصر يستطيع أن يفرض الأمن وأي خارج عن الشرعية يقمعه بقوة السلاح هذا الحل الأمثل لم يمكن تنفيذه في ليبيا لعدم وجود جيش قوي أو مؤسسة أمنية قوية

العناصر الاقوى هي العناصر المسلحة التي ليست تحت سلطة الدولة وهي الميلشيات، عودة الدولة مرة اخرى إلى الواقع الليبي ليست في صالح عناصر هذه الميلشيات لأنهم ارتكبوا جرائم وفظائع وسرقوا وعذبوا وكل جميع الانتهاكات ضد حقوق الإنسان ويخافون من  المحاكمة ومصادرة أموالهم ويخافون أن يفقدوا وضعا متميزا حيث  لم يكن لهم  اي ذكر قبل 17 فبراير. 

- كيف ترى الحل  مع اهم المشاكل التي تعرقل استقرار ليبيا وَهِي الميليشيات المسلحة، وهل يمكن تفكيكها وإدماجها داخل الدولة؟ 

اي حل لابد أن يتعامل مع المخاوف ومع المطامع حتى يكون حلا مقبولا تطرح بدائل مختلفة، ففي  فترات ما بعد الصراع عبر التاريخ ترتكب فيها فظائع  قتل في الثورة الفرنسية 40 الف خلال شهرين من عمل الميلشيات المتطرفة وسط حالة انفلات وفوضي، لابد أن يكون هناك اعفاء عام  لا يؤثر على حق ولي الدم و أن يلجأ إلى المحاكم و يكون هناك تعهد من الحكومة ألا تسلم اي شخص لأي منظمة أو دولة أجنبية لمحاكمته خارج ليبيا وعدم ملاحقتهم قضائيا وهذا بالنسبةً الجانب الامني.

بالإضافة إلى الحل الاقتصادي بالنظر  لهذه الاموال التي تم الحصول عليها من قبل لا نستطيع أن نحصر هذه الاموال لكن نستطيع أن نمنع هذه الاموال أن تخرج من ليبيا لإتاحة فرص حقيقية لمنح الارض لتحويلهم إلى رجال أعمال بتدريبهم على مشاريع اقتصادية معينة وأن تدخل الحكومة طرفا شريكا معهم ويعفوا من الضرائب حتى يتحولوا إلى عناصر فاعلة  الأن الخسارة لا يجب أن تكون مزدوجة هناك اموال نهبت الجريمة يمكن أن تكون أكثر دمارا عندما تهرب تلك الاموال خارج ليبيا فعلى الاقل أن تبقى هذه الاموال داخل ليبيا وتتحول إلى مشاريع اقتصادية وتوظف شباب ليبيين.  

الامر الثالث نوع من الاعتراف بوجودهم أن ينشئ مجلس استشاري فيه قادة الميلشيات المعروفة وشيوخ القبائل وبعض رؤساء الجمعيات الأهلية وشخصيات وطنية وهو ضمير اجتماعي ومجلس استشاري ولا يملك حق التصويت ويصبح نوع أنهم لازال لهم دور في الحياة العامة.  

اعتقد أنما تطرح صيغ لحل الميلشيات تتناول مخاوفهم الاقتصادية والأمنية ومخاوفهم من القضاء ومن المحاكمة مازال لهم تواجد الأن كل واحد من قادة هذه الميلشيات يدرك أنه في مأزق ويبحث عن مخرج لأن خمس سنوات من القتل ووصلوا إلى نتيجة مفادها أن القوة لا تجدي شيئا وأن "كل قاتل هو مشروع قتيل"، وهم الأن يبحثون عن مخرج والمخرج لابد أن يكون مشروع يتناول هذه المخاوف وهذه المصالح لابد أن يأخذها في الاعتبار لكن اما أن يكون فقط  تقسيم مناصب في ظل وجود هذه المشكلات لن تجدي شيئا.  

- خليفة حفتر وانقسام ليبيا ما بين مؤيد له ومعارض هل يستطيع بناء جيش قوي وهل ينجح في مقاومه الاٍرهاب، خاصة مع تصميم العديد على ضرورة أن يظل حفتر في المشهد السياسي الليبي؟ 

خليفة حفتر يحسب له أنه تجرأ وقاوم الإرهاب قبل أن يتحرك هو بقوات بسيطة من بقايا الجيش الليبي، منذ سقوط نظام معمر القذافي ارتكبت أكثر من 600 عملية اغتيال في المنطقة الشرقية  لضباط جيش وأمن وصحفيين واعلاميين دون أن يحرك العالم ساكنا هو تجرأ وبدأ في مقاومة الارهاب داخل بنغازي ثم بدأ يلتف حول الكثير من العناصر العسكرية المسلحة بعض منهم من كتائب القذافي والبعض الاخر خارجها كمحاولة للدفاع عن النفس. 

والأن هناك محاولات لتدريب عناصر جديدة وتجنيد شباب للجيش ليمارس دورا مزدوجا لمحاربة الارهاب ويحاول أن يعيد بناء نفسه وهي مهمة شبه مستحيلة في ظل حظر دولي على توريد السلاح لهذا الجيش.  وبناء جيش عصري تتحكم فيه عناصر مختلفة يتحكم فيه جغرافيا وعدد السكان والتكنولوجيا الأن ويتحكم فيه التهديدات والعداءات المحتملة التي يمكن أن تواجه ليبيا خلال ال 15 أو 20 عاما المقبلة هذه هي العناصر الاساسية اللي تحكم نوعية الجيش ونوعية تسليحه  لابد أن يكون جيشا ذكيا الجيش  smart army أن يكون صغير العدد ولكن عالي الفاعلية يعني قريب من الجيش الاسرائيلي وأن يكون هناك احتياط يمكن تعبئته في حالة النفير 200 الف أو 250 ألف ممكن تعبئتهم خلال الازمة ولكن لا نستطيع من خلال 6 مليون أن نبني جيشا بريا قويا ولكن نستطيع أن نبني جيشا ذو قوة جوية ضاربة مثل الجيش الاسرائيلي جيشا يعتمد على التكنولوجيا بالدرجة الأولى ليجسر الهوة بين الإنسان والمكان 6 مليون في أرض شاسعة يعني اكبر من مصر ،  ليبيا هي ثالث أكبر دولة في المنطقة وحدودها مخترقة بأكثر من 7 ألاف كم فنحن محتاجين قوة جوية وتكنولوجيا لمراقبة الحدود وتفعيل نظام اتصالات قوي لهذا الجيش. 

- هل الجيش الليبي بقيادة الفريق خليفة حفتر فعلا لا يتدخل في السياسية ويتركها للسياسيين ؟ 

هذه هي الاسس التي يبنى علي اساسها الجيش فلسفة عقيدته عدم التدخل في السياسة جيش يحمي تراب الوطن ويحمي دستوره ولا علاقة له بالسياسة، وخليفة حفتر يقول دائما أنه لا علاقة له بالسياسة ولكن ايضا يقول 'لا استطيع أن اترك البلد لعبة في ايدي السياسيين'  فعندما يكون هناك تهديد للوطن فواجب الجيش وظيفته أن يحافظ على وحدة هذا التراب.  

- ذكرتم أن اهم ما يعرقل الاستقرار في ليبيا هي وجود الميليشيات المسلحة وامتلاكها لكم كبير من الاسلحة، فماذا أن تنظيم الدولة الاسلامي 'داعش' وسيطرته على بعض المدن الليبية مثل سرت؟  

خطورة داعش ليست في تواجدها في سرت والتي يتجه أنظار العالم كلها اليها وحيث قامت داعش فيها بأفظع الجرائم ، وفي تصوري وقد أكون مخطأ أن الخلايا النائمة من تنظيم الدولة الاسلامي 'داعش' داخل طرابلس ستكون هي الخطر الاكبر على مستقبل ليبيا، وأن التركيز على سرت هو فقط لصرف أنظار العالم عن ما تخطيطها داخل طرابلس، وذلك لأنه في حال سيطرتها على طرابلس 'لا سمح الله' ستكون بذلك أول عاصمة تسقط في يد داعش. 

والأن هم موجودين بالفعل داخل  بعض الأحياء في طرابلس في وسط الناس والأهالي يعرفوهم جيدا وهم جاءوا من مدن عديدة مثل إسطنبول والمغرب وزاد عددهم بعد ضرب روسيا لهم في سوريا، واستغرب التصريح الذي ادلى به المندوب الاميركي في تحالف محاربة داعش حيث قال 'أن تمركز داعش في منطقة واحدة يجعل من الاسهل القضاء عليه. ويأتي ذلك في نفس الوقت الذي يتجه فيه مقاتلي داعش إلى ليبيا ومعهم كل الأسلحة والذخائر امام أنظار العالم والذي يتركها تتحرك بحرية وكأنهم اختاروا أن تكون المعركة النهائية على الاراضي الليبية.

واحذر من هذا الخطأ الفادح لأن حدود ليبيا كبيرة ومفتوحة وتمركز داعش داخلها يسمح لهم بالاتصال بسهولة مع القارة الافريقية والتي تشهد اكبر تجمع سكاني يصل إلى مليار شخص، ولو تمكنت داعش من الاندماج مع بوكو حرام  وحركة الشباب في الصومال والمتطرفين في موريتانيا سيكون ذلك مجازفة كبيرة ولا يمكن لأي قوي أن تتمكن من ايقاف هذا التمدد بالسهولة. 

المجتمع الدولي يفترض عليه طبقا للاتفاق السياسي المتفق عليه المساعدة في القضاء على الميليشيات المسلحة وخروجها من طرابلس بقدار حوالي ١٠٠ كيلو متر، هو نفسه الذي رسخ شرعيتها والتي ادعى أنه يريد تفتيتها ونزع سلاحها  وذلك حين ادخل المجلس الرئاسي إلى طرابلس تحت حماية تلك الميليشيات.  وقد أغفل الجميع في التعامل مع الميلشيات المسلحة في الاتفاق السياسي الخلايا النائمة لتنظيم الدولة الاسلامية داعش في العاصمة طرابلس؟

- وكيف  تقيم  العلاقات الليبية الروسية في الفترة القادمة ؟ 

حاولت عدة مرات حث الطرف الشرعي في ليبيا على بدا تعاون استراتيجي مع روسيا وقلت لهم ' لا تضعوا أنفسكم موضع الفريسة امام مجتمع دولي متوغل اصبح لا يولي اي اهتمام بمطالب الليبيين وأحلامهم بل هو ينفذ اجندة خاصة محددة ' 

 وفي دخول روسيا في المشهد الليبي من خلال علاقة حقيقية استراتيجية ربما يعيد التوازن ويعطي بدائل للطرف الليبي. واتمنى أن يكون هناك دعوة من الحكومة الروسية للجانب الشرعي والمؤسسة العسكرية الشرعية لزيارة روسيا في هذه الفترة وهذا سوف يرسل رسالة قوية بأن الليبيين ليست لوحدهم وأن لهم أصدقاء، ومن حق الليبيين أن يضعوا يدهم في يد الاطراف التي ترغب في احترام الإرادة الليبية. ولا يمكن لنا ' أن نكون مثل الحذاء يستخدمه من يحتاجه ويتركه بعد انتهاء مصلحته. 

أجرى الحوار تهاني مهران.

شريط الأخبار
0
للمشاركة في المناقشة
قم بتسجيل الدخول أو تسجيل
loader
المحادثات
Заголовок открываемого материала