القصف الإسرائيلي أدى لمقتل فلسطينية وإصابة ثلاثة فلسطينيين آخرين، وصفت المصادر الطبية جراحهم بالمتوسطة.
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية أربع غارات استهدفت إحداها موقعاً لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، فيما استهدفت الغارات الأخرى أراضي زراعية شرق مدينتي رفح وخانيونس جنوب القطاع.
وقصفت القوات الإسرائيلية خلال اليومين الأخيرين عدة نقاط تتبع للمقاومة الفلسطينية على الحدود الشرقية شرق مدينة غزة وجنوب القطاع، في حين ردت المقاومة بقصف تجمعات الجنود الإسرائيليين على الحدود بقذائف الهاون.
خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أكد وجود اتصالات من وساطات عربية وأممية شملت مصر وقطر والأمم المتحدة لتهدئة الأوضاع الميدانية في قطاع غزة.
وقال الحية في تصريح صحفي وصلت "سبوتنيك" نسخة عنه، إن حركته لن تسمح لإسرائيل بخلق وقائع جديدة على الأرض.
وأضاف: نحن من جهتنا ملتزمون ببنود اتفاقية وقف إطلاق النار التي وُقعت في القاهرة إبان العدوان على غزة صيف عام 2014، ولكن أي دخول أو توغل للعدو في أرضنا لن يقبله شعبنا ولن تقبله المقاومة.
وكانت إسرائيل شنت حربا استمرت لمدة 51 يوما على قطاع غزة صيف عام 2014، قُتل خلالها أكثر من 2000 فلسطيني، مع تدمير واسع للبنية التحتية للقطاع.
موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، وصف ما يجري على حدود غزة الشرقية، بـ"المحاولة الإسرائيلية لفرض وقائع جديدة على الحدود لمسافة تزيد عن 150 مترا".
وأشار أبو مرزوق في بيان صفحي وصلت "سبوتنيك" نسخة عنه، إلى أن "حركة حماس تواصلت مع الطرف المصري، وهم من رعى الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار"، لافتاً إلى أن الاستجابة المصرية كانت فورية وجادة.
من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي آفيخاي إدرعي، إن "الطائرات الإسرائيلية أغارت على أهداف تعتبر بنية تحتية لحركة "حماس" جنوب قطاع غزة".
وأوضح أدرعي في بيان صحفي، أن "الغارات الإسرائيلية تأتي رداً على حوادث إطلاق النار التي نُفذت في الأيام الأخيرة من قبل حركة "حماس" مستهدفةً قوات جيش الدفاع الإسرائيلي التي كانت تقوم بمهام أمنية، بالقرب من الجدار الأمني".
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي أعلن، خلال الفترة الماضية، عن اكتشاف أنفاق تتبع للمقاومة الفلسطينية، حيث قام بتدميرها جنوب قطاع غزة.
من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أكرم عطا الله، أن ما يحدث على حدود قطاع غزة، هو وجود تهديدات من قبل الفصائل الفلسطينية، قابلها استفزاز إسرائيلي على الحدود من خلال عمليات البحث المستمرة عن الأنفاق، والخروقات الإسرائيلية من خلال التوغل داخل الأراضي الفلسطينية.
وأوضح عطا الله في حديث لـ"سبوتنيك"، أن "هناك أسبابا تجعل المواجهة بين إسرائيل والمقاومة مؤجلة، خاصة أن حركة "حماس" تنتظر رفع الحصار عن قطاع غزة من خلال المفاوضات الإسرائيلية — التركية".
وأشار إلى أن "إسرائيل لن تدخل مواجهة قبل أن تنهي تهديد الأنفاق الفلسطينية وخطرها، حيث أن هذا الخطر كبدها خسائر كبيرة خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة صيف 2014".
وأضاف، "إن لم يحدث شيء دراماتيكي يغير مجرى الأمور، فإن التصعيد الحاصل موجة عابرة وستمضي، فلا يمكن أن تستمر، في ظل وجود عدد أكبر من الوسطاء مثل القاهرة وأنقرة".