يعيش الحي حالة هدوء وعودة لحركة تجول طبيعية بين المدنيين، بعد أن عايشوا سقوط القذائف وأصوات المدافع والرشاشات، ما كان يمنع الأهالي من الخروج من بيوتهم خشية عمليات القنص لاسيما عند الطرف الشرقي، وقد تسبب القصف بدمار أكثر من 1900 بيت ومحل تجاري، وسقوط أكثر من 145 مدنيا، وجرح أكثر من 980 آخرين أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وفق إحصاءات غير رسمية.
يتحدث عمر من أهالي الحي لـ "سبوتنيك": خرج أبي من البيت ليأتي لنا بطعام لإعداده، فسقط صاروخ ببعد مسافة 10 أمتار عنه، مما أدى إلى اختراق ظهره وقدميه عدة شظايا ولعدم تمكنه من اللجوء لمكان آمن، وخلال إسعافنا له إلى مستوصف الحي كان قد فارق الحياة بسبب النزيف الحاد.
ويكمل عمر "نرابط على تخوم الطرف الغربي للحي ونحنا ملتزمون بالهدنة، ولكن هذا لا يعني بأننا سنسمح لتلك المجموعات بالتسلل إلى الحي، ونحن مهمتنا حماية سكان الحي الذين صمدوا خلال هجمات تلك الفصائل، وبالنهاية منذ قبول الجيش السوري التهدئة حصلت اشتباكات متقطعة ومحاولة تسلل، ولكننا تصدينا لها وأوقعنا عددا منهم ما بين قتيل وجريح"، مضيفاً "بالنسبة لنا نحن نحمي الحي من هجمات تلك المجموعات المعارضة المسلحة التي تريد تدمير حي الشيخ مقصود وإشعال نار الحقد بين مكونات الحي".
يعيش في حي الشيخ مقصود الآن 45 ألف نسمة بينهم نازحون، ويشهد الحي منذ منصف شهر شباط/ فبراير المنصرم تجدداً للاشتباكات بين فصائل المعارضة من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى، على خلفية فتح الأخيرة آنذاك معبراً مع المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
