تتضح معالم المشهد السوري يوماً بعد يوم ، في ظل العناد الروسي والحزم في السير الى الأمام لمكافحة المجموعات الإرهابية المسلحة والتنظيمات الأم التابعة لها والتي تحميها الولايات المتحدة الأمريكية وتحاول قدر إمكانها تسجيلها في خانة القوى الوطنية المعتدلة ، وعلى رأسها جيش أحرار الشام الإرهابي الذي أعلن سوية بالتتابع مع داعش المسؤولية عن التفجيرات الإرهابية التي قتلت الأبرياء في أماكن عامة من مدينتي طرطوس وجبلة السوريتين ، نقول في ظل العناد الروسي لمكافحة الإرهاب وفي كنف الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة ، حيث لم توفر الولايات المتحدة حتى اللحظة أي جهد لمنع روسيا بالتنسيق مع القوات السورية وحلفائهما من القضاء على التنظيمات الإرهابية التي باتت تمتد ليس فقط في الإقليم بل وفي كل دول العالم بمافيها دول الإتحاد الأوربي التي مازالت حتى اللحظة ترى بالعين العمياء وتغمض العين الصحيحة عما تفعله الجهات والقوى التي تدعمها ضد الدولة والحكومة الشرعية في سورية ، في وقت يدفع فيه الشعب السوري أبهظ الأثمان لدرجة دفع حياته ثمناً لصموده ضد المجموعات الإرهابية التكفيرية.
الأن بدأ الوضع يتغير، فبشكل صارم روسيا وجهت رسائلها بكل ثقة وقوة في أنها لن تسمح للإرهاب النيل من سورية والمنطقة وحتى من السلم والأمن العالميين ، حتى لو اضطر الأمر أن تبقى لوحدها مع شركائها في محور المقاومة حتى آخر الطريق وحل الأزمة السورية سياسياً بعد دحر الإرهاب والقضاء عليه ، ومن هنا نرى أن الولايات المتحدة وأمام هذا العناد والإصرار الروسي مع التحذيرات التي جاءت من روسيا بعزمها أخذ الإجراءات من طرف واحد في حال تلكأت دول المحور الداعم للإرهاب في التنسيق معها ومع الدولة السورية في هذا الإطار ، سارع ولأول مرة المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونرالى إدانة التفجيرات الإرهابية في جبلة واللاذقية ، ولكنه لم يشر الى من فعل هذا الفعل الشنيع ضد الأبرياء ، الا وهو جيش أحرار الشام الذي رفضت ادارة بلاده مشروعاً روسيا يقترح على مجلس الأمن ضم هذا التنظيم لى المجموعات الإرهابية المسلحة التي يجب على المجتمع الدول مواجهتها.
لم يعد أي مطلوب دليل واضح وصارخ بعد الأن على أن الولايات المتحدة هي من تدعم الإرهاب في سورية والمنطقة وهي من تحارب به ولاتحاربه.
فأين نهاية المطاف مع الولايات المتحدة ؟ هذا ماستحدده الأيام القادمة.
التفاصيل مع الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ خالد فهد حيدر