حول هذا الموضوع تحدث اللواء حسام سويلم الخبير الأمني والإستراتيجي، لـ"سبوتنيك"، ليوضح حقيقة ما يحدث فى هذه الدول من تفجيرات.
سبوتنيك: تعقيبك على أخر التفجيرات في الأردن واسطنبول؟
حسام سويلم: ماحدث في الأردن يأتي في سياسة "داعش" الجديدة وهي محاولة إثبات وجوده بالرغم من الضربات القاسمة له في سوريا والعراق وليبيا وعناصره بيت المقدس في مصر وقتل عدد كبير من قادته، وبدأ التنظيم بنقل نشاطه الي دولة هادئه كالأردن، حيث أن كل هذه الجماعات خرجت من رحم إرهاب واحد وينسبوا أنفسهم لـ"داعش" ومن الممكن ألا يكون لهم علاقة بـ"داعش" وبالتالي يستفيد "داعش" من هذه العمليات لنسبها لاسمه.
أما في تركيا بسبب سياسة أردوغان الدكتاتورية ونكوثه على وعده للأكراد بإعطائهم حكم ذاتي في جنوب تركيا ومحاولته لتصفية الوجود الكردي في شمال سوريا وجنوب تركيا، وبالتالي الأكراد ينتفضون وينتقمون بهذه الضربات ضد أردوغان بعد هجماته ضدهم، موضحاً أن معقلهم في شمال العراق مازال موجود في منطقة جبل قنديل وهناك تعاون بين أكراد سوريا والعراق ومعضلتهم هي إقامة دولة كردية موحدة تضم أكراد سوريا وتركيا والعراق وإيران.
سبوتنيك: المواجهة العسكرية للإرهاب تستطيع أن تقتل فردا ولا تستطيع أن تقتل فكرا، لماذا نعول كثيرا على المواجهة العسكرية؟
حسام سويلم: المواجهة الأمنية لا تكفي، لا بد أن يكون هناك مواجهة فكرية وثقافية واجتماعية، حيث أن تاريخ جماعة "الإخوان المسلمين" حافل بالاغتيالات والعمليات الإرهابية منذ 80 عاما، ووجهت ضربات أمنية كثيرة ضدهم بعد عمليات اغتيال كثيرة قاموا بها، منها النقراشي وأحمد ماهر، بالإضافة إلى عمليات في عهد الرئيس جمال عبد الناصر واغتيال السادات، فهم يعملون على تجنيد الشباب بأفكار ومفاهيم دينية غير صحيحة تحت اسم الجهاد، أو تغيير المنكر، أو الحكم بما أنزل الله التي بدعها سيد قطب وحسن البنا، لذلك يتحتم المواجهة بكل الطرق، لأنهم يتاجرون بالدين، وللأسف لايوجد من يتصدى لهم من الأزهر أو غير الأزهر، ويوجد من رجال الأزهر ومن السلفيين في بعض الدول العربية من يتبنى هذه الأفكار، ولو لجأنا للقرآن فقط لبعدنا عن أحاديث مدسوسه وخطابات غير دينية وكان واضحا في القرآن يبطل مزاعم هؤلاء الناس (لكم دينكم ولي ديني).
سبوتنيك: البعض يعزي أن هناك قصورا في الأجهزه الأمنية في مواجهة هذه الجماعات الإرهابية؟
حسام سويلم: لا أتفق مع ذلك بالعكس هناك جهود أمنيه كبيره تبذل، وأطالب بضرب بيد من حديد، ويضربوا ضربة قاسمة لهؤلاء الإرهابيين.
وفى نفس السياق، تحدث نبيل نعيم، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية لـ"سبوتنيك" حول نفس الموضوع وهو استهداف مبني المخابرات الأردنية.
سبوتنيك: استهداف مبنى المخابرات في الأردن عملية إرهابية جديدة، كيف قرأت هذه العملية الأخيرة؟
نبيل نعيم: أخطر ما تواجهه الحكومات وقوات الأمن هي مجموعة تسمى مجموعة بـ"خوراسان" وهي مجموعة تتكون من عدد من المهندسين المتخصصين في الشؤون الإلكترونية والكهربائية والكيماوية كانت تابعة "للقاعدة" وانضمت لـ"داعش" وتقوم بعمل قنابل لا تستطيع الأجهزة الكشف عنها أو الوصول إليها، ونجحوا في الوصول إلى هذا الإختراع وهذا أخطر ما تواجهه أجهزه الأمن في الأيام الحالية.
وهذه جماعات عالمية دولية تستهدف جميع الدول التي تظن أنها تقوم بمحاربتها بالاستخبارات أو قوات بعينها، وهذه الجماعات موجودة في دول عربية أو أوروبية.
سبوتنيك: قتل ما لا يقل عن 11 شخصا فى انفجارات اسطنبول ماهو تفسيرك لتكرار مثل هذه التفجيرات؟
نبيل نعيم: في تركيا يوجد نوعان من الجماعات التي تعمل على مواجهة أردوغان، أولها حزب "العمال الكردستاني" الذي يمتلك نشاط وصدام مع الدولة، وهناك مقاومة من الدولة وصراع مرير ويحاول أن يستقل بإقليم الكرد، وثانيا جماعات بدأت تركيا تضيق الخناق عليها تحت الضغط الدولي منها متواجدة في سوريا كـ"داعش" أو "النصرة" أو غيرها فبدأت هذه الجماعات توجه ضربة انتقامية للحكومة التركية على غرار ما فعلته "القاعدة" في ضرب أمريكا في أحداث 11 سبتمبر/ أيلول.
حوار: لبنى الخولي