تعود وزراء الدفاع في كل من روسيا وإيران وسوريا على اللقاءات الثنائية بشكل متناوب، لكن الاجتماع الأخير جاء ثلاثياً ومعلناً وأمام العالم كله دون أن يظهر عليه أو منه أي تخوف من ردات فعل من قبل تلك القوى التي يواجهها هذا المحور الذي يحارب الإرهاب، سواء أكانت في مواجهة غير مباشرة مع أذرع هذه القوى ونقصد هنا بعض الدول الإقليمية التي تدير عملية الدعم للمجموعات الإرهابية التي تحارب الدولة السورية وعلى أرضها وبالقرب من حدودها، أو المواجهات غير المباشرة مع القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة والتي تدير الأحداث القائمة في الشرق الأوسط بشكل كامل وتحديداً في سوريا، كونها كانت ومازالت العقبة الأساس في مواجهة المشاريع الأمريكية والغربية التي تخدم مصالح هذه الدول سياسياً وجيوسياسياً واقتصادياً وحتى عسكرياً. الأمر هنا يكمن في أن هذا اللقاء جاء في وقت حساس تعيشه الجبهات القائمة ضد الإرهاب، وفي ظل الحديث المشبع بالتشفي حول وجود خلافات ما بين الجانبين الروسي والإيراني حول مسألة تقاسم النفوذ وطريقة التعامل مع التطورات الراهنة على أرض الحدث، بعد توقف عملية المحادثات السورية السورية بشكل شبه كامل وأجلت الى وقت غير محدد. ومسألة الخلاف الأساسية التي يجري الحديث عنها تتعلق في موضوع الهدنة التي دعمتها وفرضتها روسيا، في الوقت الذي أصرت إيران على متابعة الحسم العسكري على الأرض كون لم يلتزم الطرف الآخر بالهدنة. وبطبيعة الحال سوريا هنا لابد أن ينعكس عليها هذا الواقع الجديد بشكله العام ولا نثبت هنا الفرضيات المطروحة بشأن الخلافات، هذا الواقع الجديد الذي يعتبر حتى اللحظة فرضيات تقدمها مراكز بحوث سياسية واستراتيجية ووسائل إعلام غربية، من الواضح أن هدفها إحداث شرخ من شأنه أن يحرف البوصلة التي حدد مسارها قادة الدول الثلاث من خلال المعطيات الميدانية والسياسية الراهنة، ولكن اجتماع وزراء الدفاع الثلاثة لم يكن كذلك أبدا بل كان أكثر قوة مما توقع البعض في إرسال رسائل حازمة وصارمة واضحة ومبطنة بأن الدول الثلاث مازالت عازمة على مكافحة الإرهاب حتى القضاء عليه، مع الالتزام بكل المحاور السياسية والقرارات الدولية التي تم إقرارها والتوافق عليها دولياً لإيقاف استنزاف سوريا وتدميرها وقتل شعبها. وبالطبع هنا لابد من الحديث على التخبطات التي تحدث في تركيا والسعودية، وتنبىء بانهيارات في النظام السياسي التركي، والملكي السعودي ما سيكون له انعكاسات خطيرة على المنطقة وعلى القضية السورية بشكل خاص كما يرى بعض الخبراء والمختصين بمتابعة الأحداث ونتائج انعكاساتها إذا ما وقعت بالفعل هذه التقلبات.
إعداد وتقديم نواف ابراهيم