ومع الإعلان الرسمي عن التقرير الدولي، أجرت "سبوتنيك" حواراً مع المتحدثة الرسمية باسم المفوضية العليا للاجئين في مصر مروة هاشم، التي كشفت فيه بعض جوانب عمل المنظمة وواجباتها تجاه اللاجئين، بجانب بعض أزمات يعانيها اللاجئون.
وإلى نص الحوار:
سبوتنيك: في البداية دعينا نسأل…حسبما أعلنت المنظمة، اليوم، زادت أعداد اللاجئين بشكل كبير خلال العام الأخير…كيف تستوعبون هذه الزيادة؟
هاشم: المفوضية العليا للاجئين أعلنت أن العدد زاد إلى 65.3 مليون لاجئ لعام 2015، مقارنة بعام 2014 الذي شهد 59.5 مليون لاجئ، أي أكثر من 6 ملايين لاجئ، وهو تصاعد ملحوظ منذ التسعينيات، ولكنه ارتفع خلال السنوات الخمس الأخيرة لعدة أسباب، منها الصراعات والنزاعات والحروب، مثل سوريا والصومال وغيرها، فكل دقيقة ينزح 24 لاجئ، مقارنة بعام 2005 الذي شهد نزوح 6 أشخاص كل دقيقة، وهو عدد مهول لمن يجبرون على النزوح القسري، وهو رقم أكبر من سكان فرنسا وإنجلترا وإيطاليا.
سبوتنيك: وماذا عن إمكانية استيعاب المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة لهذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين والنازحين؟
هاشم: بالنسبة للاستيعاب، نحن نعمل مع الدول المانحة والدول المستضيفة لتوفيق أوضاع اللاجئين وتوفير إمكانية الاستيعاب، فهناك نحو 19.9 مليون لاجئ في الدول الواقعة جنوب الكرة الأرضية، وهي الدول الأقل حظاً اقتصاديا، وأقل ثراء، فنجد أغلب اللاجئين في العراق ولبنان والأردن ومصر، ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
سبوتنيك: دعينا نتحدث عن اللاجئين الأفارقة، الذين يهربون ــ بشكل متزايد ــ من الحدود المصرية الشمالية والشمالية الشرقية نحو إسرائيل وغيرها من الدول؟
هاشم: حالات الهروب، أو كما نسميها الهجرة غير الشرعية، تتزايد بشكل ملحوظ من الشمال بشكل عام، ومن الشمال الغربي أكثر من الشمال الشرقي، فأغلب الهاربين الأفارقة نجدهم يتجهون من الشمال — كالإسكندرية وغيرها ــ نحو أوروبا، لدرجة أن ألمانيا وحدها تلقت العام الماضي نحو 414 ألف طلب لجوء.
وهي ظاهرة نراها منذ 2013 وتتزايد، بسبب فقدان الأمل للكثيرين ممن يعانون من مشاكل في بلادهم ويبحثون عن حياة أفضل، وتعليم أفضل، وفرص عمل أفضل لمساعدة أسرهم في بلادهم، لدرجة أن مليون مهاجر وصلوا إلى أوروبا العام الماضي 2015.
سبوتنيك: بالنسبة للاجئين السوريين في مصر…هناك حالة من التشديد أو التعقيد فيما يتعلق بدخول أي لاجئين جدد…ما هو دوركم في هذا الأمر؟
هاشم: الحكومة المصرية فرضت نظام الفيزا على السوريين الداخلين إلى الأراضي المصرية منذ عام 2013، ويقدر عدد اللاجئين السوريين في مصر بنحو 300 ألف لاجئ، فقط 117 ألفا منهم سجلوا أنفسهم لدى المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وفي مصر لاجئون لديهم مشكلات، ولكن هناك آخرون تمكنوا من صناعة اقتصاد خاص بهم وأسسوا أماكن عمل أو محلات أو صناعات خاصة، وتم تكريم بعضهم منذ شهر من جانب وزارة التعليم.
سبوتنيك: ما هي مزايا التسجيل لدى المفوضية…أو المميزات التي يحصل عليها من يسجل نفسه لديكم؟
هاشم: هناك عدد من المزايا يمنحها التسجيل لدى المفوضية، منها مزية تسهيل الحصول على إقامة، حيث أن عددا كبيرا من اللاجئين لا يملكون الإقامة أو تنتهي إقامتهم، لذلك فإن تسجيلهم لدى المفوضية يمنحهم البطاقة الصفراء، وهي بمثابة بطاقة هوية لهم، ويسهل استخراج الإقامات لهم من مجمع التحرير.
وهناك أيضا الحماية الدولية، فالمفوضية تحدد وضع اللاجئ بناء على الاتفاق بينها وبين الحكومة المصرية، كما أن هناك المساعدات المالية للاجئين الأكثر احتياجا، ومساعدات تعليمية، وأيضا تقدم لهم خدمات طبية، واستشارات نفسية، بجانب بعض التدريبات المهنية لمساعدة اللاجئين في الحصول على فرص عمل للاعتماد على أنفسهم.
سبوتنيك: دعينا نختم حوارنا بالحديث عن بعض الأزمات التي تواجه اللاجئين من مختلف الجنسيات؟
هاشم: مثلما تمكن البعض من مساعدة أنفسهم، هناك من لم يستطيعوا الحصول على عمل، فاللاجئون لا يعملون في وظائف رسمية أو وظائف ثابتة يمكن تعيينهم أو التأمين عليهم، وبعضهم أيضا لديهم مشاكل في اللغة، ويحاولون تعلم اللغة العربية للتواصل مع المجتمع المضيف، وأيضا هناك معاقون، وأمهات تعول أطفالا وموجودات بمفردهن.
أجرى الحوار: أحمد بدر