ذكرت صحيفة " Financial Times " أن أنقرة تخطط لإعادة النظر في استراتيجيتها بالنسبة لسوريا، على وجه الخصوص، الحد من أو حتى التوقف عن دعم المعارضة المسلحة. فما التنازلات الأخرى التي سيقوم بها أردوغان لتحسين العلاقات مع روسيا؟
قال المحلل العسكري، أندريه كوشكين في مقابلة مع "RT" إن: "تركيا اليوم قلقة أكثر بشأن المسائل الاقتصادية. ويبدو أن السياحة أثرت على قرار أردوغان وجعلته يعتذر من روسيا وإعادة العلاقات الودية بين تركيا وموسكو. لقد رأينا أن 90% من السياح الذين كانوا يذهبون إلى تركيا كل سنة، لم يذهبوا هذا العام (السياح الروس). تركيا مهتمة بهذا الأمر ومهتمة بتوريد المنتجات الزراعية. أعمال البناء كانت تطور بشكل كبير في روسيا وكانت تجلب أرباحا كثيرة لتركيا".
وأشار المحلل إلى أن بين موسكو وأنقرة ما زال هناك بعض الخلافات بشأن مسألة مكافحة الإرهاب.
وأضاف المحلل: "أولا وقبل كل شيء يجب تدمير المنظمات الإرهابية. للقيام بذلك، يجب قطع قنوات التمويل لإجراء عمليات عسكرية فعالة. وبعد ذلك، إعادة بناء القطاعات الاقتصادية والاجتماعية في سوريا. ولكن تركيا ليست مستعدة لهذا الأمر لأن كل شيء يكمن في الحدود السورية التركية التي لم تغلق حتى الأن، والمسحلين قادرين على عبور الحدود والتغذي من جهة تركيا. فإذا لم تتخذ تركيا الاجراءات لمنع التمويل عنهم، وإغلاق الحدود هذا يتيح للمسلحين تجديد "الحيوية" في الصراع مع الجيش السوري، للأسف تركيا ليست مستعدة".
وتابع: "مشكلة سوريا — دولية. هناك "داعش" نظام هيكلي خطير مرتبط بالأعمال التجارية العالمية والأوساط الدينية العالمية، مع المال الوفير. "سحق" هذا الهيكل لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الجهود المشتركة. المشكلة ليست فقط في بشار الأسد، الحقيقة هي أن هناك منظمة <…> وسوف تبقى لفترة طويلة، إن لم يتحد العالم ضدها. أعني — العالم الغربي، وتركيا أيضا".
تركيا، جنبا إلى جنب مع روسيا، لديها القدرة على معالجة هذه المشكلة. دور أنقرة في حل الأزمة السورية يكمن أيضا في العوامل الجغرافية: لمكافحة "داعش" لا بد من توحيد جهود كل الحدود مع سوريا والعراق.
وأعرب كوشكين عن شكه في أن أنقرة ممكن أن تكون شريك موثوق في مكافحة الإرهاب، وذكرنا بأن أردوغان وعد أنه سيترك منصبه إذا وجدت أدلة على علاقته بداعش، ولكنه لم يفعل هذا حتى بعد أن نشرت وزارة الدفاع الروسية الصور.
ويخلص المحلل إلى أن: " المشكلة ليست فقط بالسياحة والطماطم. وأعتقد أن المصالحة بين تركيا وروسيا قد تصبح خطوة أخرى نحو محاولة حل المشكلة السورية. ولكن هذه ليست سوى خطوة صغيرة. إذا استمرت تركيا بالتخريب، وإذا استمرينا في العمل بأنفسنا، لن يحدث شيء. "داعش" سيلعب معنا كالأطفال. لذلك، طالما لم تجتمع كل الأطراف المهتمة على طاولة واحدة، لسحق هذا النسل وبالأخص ماليا واقتصاديا، لن يحدث شيء".