تناقش الحلقة الانفراج الأولي الذي طرأ على العلاقات بين موسكو وأنقرة بعد الاعتذار التركي لروسيا على إسقاط الطائرة "سوخوي" فوق الشمال السوري، والذي أعقب الهجوم الانتحاري الذي استهدف مطار اسطنبول وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنه.
هذا الانفراج يفتح الباب على تساؤلات مشروعة بخصوص الانعكاسات المحتملة لذلك على مستقبل الموقف التركي من الأزمة في سوريا، ولا سيما أن التوتر في العلاقات بين موسكو وأنقرة جاء نتيجة لتراكم الصدام السياسي بين البلدين حول هذه المسألة، والذي كانت ذروته حادثة إسقاط الطائرة الحربية الروسية من قبل سلاح الجو التركي.
ويعزز من هذا الاعتقاد الاستعجال التركي في إطلاق الاتصالات الثنائية لإعادة العلاقات بين الجانبين والسعي لطي صفحة الخلافات التي شكل حادث إسقاط الطائرة أساسا في تسعيرها ووصولها في بعض المراحل إلى حافة المواجهة المسلحة.
كما يبقى أساسياً السؤال حول احتضان ورعاية تركيا لمجموعات مسلحة من دول وسط آسيا وغيرها ، تقوم بدفعهم إلى داخل سوريا عبر حدودها ما يشكل تخريبا لجهود دمشق وموسكو في محاربة الإرهاب والسعي إلى حل سياسي يضع حدا لأزمة باتت تشكل خطرا يتجاوز الحدود السورية وبدأ يطال تركيا نفسها.
إذا، هل ستدرك تركيا بعد العمل الإرهابي الذي طال مطار أتاتورك في إسطنبول وبعد سلسلة التفجيرات التي طالت مدنا أخرى، أن عليها أن تراجع سياساتها، كون استثمار الإرهاب في السياسة قد يرتد عليها وهو ما بدأ يحصل؟
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني