امتشقت مئات الإيزيديات السلاح إلى جانب الشباب والكبار الإيزيدييين، انتقاماً لقتل رجال المكون ودفنهم أحياء مع عدد من عائلاتهم، في الثالث من أغسطس/آب 2014، وأخذ نسائهم وفتياتهم جاريات وسبايا أرغمت الكثيرات منهنَّ على اعتناق الإسلام تحت الاغتصاب من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي.
وتنشر "سبوتنيك" تسجيلاً مصوراً، وصورا، يظهر نشوة الانتصارات على ملامح المقاتلات الإيزيديات من معارك عدة دحرن فيها الدواعش، وتدريب في أرض حدودية بين شمال العراق وسوريا، بجانب شباب المكون بزي "وحدات "شنكال" سنجار" الذي لا يفارقهن حتى في أوقات الاستراحة بين الجبال وأشجار التين وأراجيح المرح بعد كل شبر يحرر من قبضة الدواعش.
وحاورت مراسلة "سبوتنيك" في العراق المقاتلة "وضحة خليل صالح" ذات الـ22 ربيعا، من سكان منطقة حي الشهداء في قضاء سنجار الإيزيدي، لها أربعة من أفراد أسرتها يقاتلون معها بوحدات حماية سنجار… شقيقان في المقاومة، وأختان تقاتلان معها ضمن وحدات المرأة الإيزيدية الخاصة بشنكال.
سبوتنيك: منذ متى وأنت مقاتلة مع الوحدات الإيزيدية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي؟
وضحة: انضممت إلى "وحدات حماية المرأة في سنجار" (YJŞ) بعد الإبادات التي جرت على شعبنا الإيزيدي في مطلع آب 2014 على يد تنظيم "داعش"، وأقاتل حالياً في قضاء سنجار لتحريره بالكامل واقتلاع الدواعش منه.
سبوتنيك: في أي معارك شاركتِ بسنجار، وهل تمكنتِ من قتل عناصر من تنظيم "داعش"؟
وضحة: أنا مشاركة في معارك تحرير قضاء سنجار منذ اليوم الأول، وقاتلت في "داعش" في الكثير من الجبهات داخل القضاء في وادي شلو، وقرية أم ذيبان، ومنطقة سولاخ، وقتلت العشرات من عناصر التنظيم الإرهابي، والجميع يشهد لبطولاتي، بالإضافة إلى أنني أتنقل داخل القضاء أثناء المعارك لتأمين القرى المحررة في غرب الموصل، ومعي شقيقتان اثنتان مقاتلات في وحدات حماية المرأة في سنجار.
وأخوان في المقاومة، قُتل واحد منهما اسمه "إبراهيم" في معركة تحرير أم ديبان وأم جرس، بعد مقاومة بطولية منه ضد الدواعش الأوباش.
سبوتنيك: على يد من تدربتِ لمواجهة الدواعش وقتالهم؟
وضحة: تدربت على أيدي مقاتلات من الدفاع الشعبي (HPG) الجناح العسكري لحركة المرأة الحرة التي يُرمز لها اختصاراً (YAJ STAR) التابعة لحزب العمال الكردستاني المعروف أيضاً بـ(PKK) ، قرب سنجار، وفي مناطق بإقليم كردستان العراق، وحدودية بين الأراضي العراقية — السورية.
وضحة: كلا لست من الناجيات، وليس هناك أحد من أفراد أسرتي بيد تنظيم "داعش"، لكن المختطفات كلهن أهلي وناسي وأنا أقاتل من أجلهن لإعادتهن إلى قراهن وذويهن وتخليصهن من بطش ووحشية التنظيم الإرهابي.
سبوتنيك: ما هي الرسالة التي تحملينها معكِ وأنت مقاتلة؟
وضحة: رسالتي هي لـ"داعش" وقادته وعناصره، نصها "سوف نسحقكم، ونطردكم من أرضنا، وأرض العراق، وسأبقى أقاتل الإرهاب أينما وجد".
سبوتنيك: وما هو طموحكِ؟
وضحة: أطمح أن ينتصر العراق على تنظيم "داعش"، نعيش بأمان، وأن أستمر بالقتال لأجل أن انتقم من عناصر التنظيم وآخذ بثأر أخواتي وأخوتي في المكوّن الإيزيدي، وأخي "إبراهيم".
وفي ختام حديثها، تقول وضحة التي لم تُكمل دراستها المتوسطة بسبب الجريمة التاريخية التي نفذها تنظيم "داعش" بحق المكون الإيزيدي، واختيارها للقتال في المقاومة والنضال، "أحب أن تعود المختطفات وكذلك المختطفون والأطفال إلى أهلنا، إلى ديارهم، بعز وكرامة بعد تطهير أرضنا من الإرهاب.