واعتبر بيان الأمانة العامة للجامعة أنه على الرغم من أنها قمة عادية لكنها تنعقد في ظل تطورات وظروف غير عادية وفى خضم وتحديات معقدة ومتشابكة تشهدها المنطقة العربية بشكل عام، وأيضاً أزمات تعاني منها عدة دول عربية وصلت خطورتها إلى درجة تهديد أمن واستقرار ووحدة هذه الدول وتؤثر في ذات الوقت على منظومة الأمن القومي العربي.
وأشار بيان الأمين العام، أحمد أبو الغيط، إلى أنه سيطرح خلال القمة رؤيته كأمين عام جديد لجامعة الدول العربية تجاه العديد من الموضوعات التي يعتبرها ذات أولوية على المستوى العربي، سواء فيما يتعلق بالتطورات السياسية والأمنية المختلفة، أو فيما يخص التكامل الاقتصادي العربي الذى يعانى من بعض المعوقات في مجال تنفيذ المشاريع التكاملية العربية مثل الانتهاء من منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وربط الدول العربية على مستوى شبكة الطرق البرية والسكك الحديدية والنقل البحري وبمشاريع الطاقة والكهرباء، ودعم مجالات العمل الاجتماعي، إضافة إلى الأبعاد المرتبطة بظاهرة الإرهاب باعتبار أنها تمثل أحد أهم التحديات التي يواجهها الوطن العربي خلال الفترة الحالية.
وأوضح أنه من المنتظر أن تشهد القمة والاجتماعات الوزارية التي تسبقها، والتي تشمل الاجتماع الوزاري للمجلس الاقتصادي والاجتماعي واجتماعات مجلس وزراء الخارجية، نشاطاً مكثفاً في ظل تناول عدد كبير من التقارير الهامة، يأتي على رأسها ثلاثة تقارير مرفوعة إلى القمة، الأول وهو التقرير المقدم من جمهورية مصر العربية بصفتها دولة رئاسة الدورة العادية السادسة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة حول نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات، والثاني تقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك والثالث تقرير وزراء الداخلية العرب عن التعاون الأمني فى مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود.
كما من المنتظر أن تشهد اجتماعات القمة تناول تطورات القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية الأولى للأمة العربية، وما يرتبط بذلك من تفعيل لمبادرة السلام العربية، وتكثيف التحرك الدبلوماسي العربي على المستوى الدولي ومتابعة تطورات ملفات القدس والاستيطان والجدار والانتفاضة ووضعية اللاجئين والأسرى والمعتقلين وعمل وكالة الأونروا وتعزيز عمليات التنمية في الأراضي الفلسطينية ودعم موازنة دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني، إضافة إلى تناول التطورات الخاصة بالاحتلال الإسرائيلي للجولان العربي السوري المحتل ومواقع فى جنوب لبنان.
وأشار إلى أن الأحداث الهامة والدقيقة التي تمر بها عدة دول عربية خلال المرحلة الحالية ستحظى باهتمام خاص من جانب القمة، حيث سيتم تناول تطورات الأزمة المتفاقمة في سوريا، والوضع في كل من ليبيا واليمن، إضافة إلى تناول المبادرات المقدمة من دولة السودان بشأن دعم عملية السلام والتنمية في دارفور ومبادرة الرئيس السوداني بشأن تحقيق الأمن الغذائي العربي، وكذا مبادرة دعم الصومال.
ونوه الأمين العام إلى أن أعمال القمة لن يغيب عنها تناول أبعاد تدخلات بعض الأطراف الإقليمية في الشأن العربي وانعكاسات مثل هذه التدخلات على أمن واستقرار بعض الدول العربية، حيث ستتناول القمة انعكاسات التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وقضية احتلال إيران للجزر العربية الثلاث التابعة لدولة الإمارات، بالإضافة إلى تناول انتهاكات القوات التركية للسيادة العراقية.
كما تناقش اجتماعات القمة تقريراً هاما حول صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب في إطار متابعة التطورات ذات الصلة بالتهديدات التي تمثلها التنظيمات الإرهابية على الأمن القومي العربي، وفي ضوء ما صدر عن اجتماع المجلس الوزاري للجامعة في سبتمبر/أيلول 2014 بشأن دعوة الدول الأعضاء في الجامعة العربية لتقديم مقترحات حول وضع استراتيجية عربية شاملة لمكافحة الإرهاب ومواجهته من خلال عمل عربي جماعي يخاطب جميع المستويات السياسية والأمنية والدفاعية والأيديولوجية والقضائية والإعلامية.