فإذا ما تابعنا تصريحات المرشح الرئاسي الأمريكي ترامب الذي أكد أن الأولوية هي لمكافحة الإهاب وليس لإسقاط الأسد، ووجه اتهامات مباشرة إلى الإدارة الأمريكية وإلى وزيرة الخارجية السابقة والمرشحة الحالية للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون لجهة تشكيل تنظيم "داعش" الإرهابي والتسبب بشكل مباشر في تكوينه ودعمه ماشكل خطراً كبيراً على الاستقرار والأمن العالميين، هذا من جهة ومن جهة أخرى نرى أن هناك تصريحات روسية أمريكية واضحة تتحدث عن العزم على عقد اجتماع ثلاثي رفيع المستوى في جنيف يضم روسيا والولايات المتحدة وينضم إليهما المبعوث الأممي الخاص الى سورية ستيفان دي مستورا لمناقشة وبحث سبل إعادة إحياء محادثات جنيف، ومن جهة ثالثة أيضاً جاءت إرشارات من الدولة السورية تعرب عن استعداد الحكومة السورية لمتابعة محادثات جنيف، وعلى المنقلب الآخر حثت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا المجتمع الدولي على السير في هذا الاتجاه في ظل هذا التأزم، وطلبت إلى الولايات المتحدة العمل بجدية لمكافحة الإرهاب والسعي لدفع عملية الحل السياسي، لابل وذهبت أبعد من ذلك عندما تحدثت عن أهمية إطلاق الحوار السوري السوري الداخلي الشامل وتحت إشراف المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، ودون شروط مسبقة ودون إي إنذارات من قبل هذا الطرف أو ذاك لا تخدم مصلحة إطلاق عملية الحل السياسي.
اذا، كل شيء بات واضحاً الآن، والجميع يدعم هذا التوجه بما فيهم معظم القوى السياسية الوطنية داخل سورية، التي كان جزء منها قد طالب مراراً وتكراراً بهذ الخطوات، لكن الظروف وإنعدام التوافقات المحلية والإقليمية والدولية لم تكن تخدم هذا التوجه.
ويبقى الآن الأمر مرهون بالاتفاق على تصفية المجموعات الإرهابية المسلحة وتعرية المعتدلة منها كما يسمونها كي تعطى الفرصة للدخول في خضم العملية السياسية، والرهان الأكبر هنا على قدرة روسيا والولايات المتحدة في إيجاد صيغة واضحة لمواجهة الإرهاب وفتح الطريق أمام القوى السياسية السورية بكافة أطيافها للسير باتجاه التوافق الذي يخدم سير العملية السياسية وإنقاذها من الإنهيار الذي لايمكن أن يتنبىء أحد بعواقب فشلها في ظل المخاطر الحالية.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم