لعبة "بوكيمون غو"، التي أحدثت حالة من الهوس في العالم أجمع، وحصدت أرقاماً قياسية في وقت قصير، كان لها نصيب في الأراضي الفلسطينية لكن بطريقة خاصة، بسبب ضعف الامكانيات، وعدم توفر مساحة كافية جغرافياً للعب.
الشاب نزار أبو طعيمة من قطاع غزة، أكد أن معظم حاملي الهواتف الذكية في فلسطين قاموا بتنصيب لعبة "بوكيمون غو"، وأن عددا كبيرا منهم قام بتنصيبها من روابط خارجية بسبب عدم توفرها على المتاجر العربية الرسمية.
وأوضح أبو طعيمة في حديث لـ"سبوتنيك"، أن اللعبة أخذت صدى كبيرا في فلسطين، لكن اللاعبين لم يستطيعوا التقدم في مراحلها كثيراً بسبب عدم توفر نظام اتصالات من نوع (3G) يتيح لهم اللعب في الأماكن المفتوحة، مشيراً إلى أن اللعب اقتصر على الأماكن التي يمكن فيها التقاط شبكات لاسلكية.
ونوّه إلى أن "اللاعبين في قطاع غزة والضفة الغربية قاموا بإنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لتكوين فرق جماعية، كذلك قاموا بتبادل كلمات السر الخاصة بشبكات الاتصال اللاسلكية لتمكن اللاعبين من حصد أكبر عدد من البوكيمونات، دون الحاجة إلى الجيل الثالث من شبكات الاتصال".
وبحسب بعض الاحصائيات، فإن عدد مستخدمي اللعبة في أمريكا يقدر بــ 60% من مستخدمي نظام (أندرويد)، وخلال أيام فقط من اطلاقها فاق عدد مستخدميها حول العالم مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي (تويتر).
من جانبها قالت سيرين زيتون من رام الله بالضفة الغربية، إن "لعبة بوكيمون غو عكست جزءا من المعاناة التي يعانيها الفلسطينيون بسبب سلطة الاحتلال الإسرائيلي، التي تمنع توفر شبكات الجيل الثالث من الاتصالات، إضافة إلى تقسيم فلسطين والسيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي".
ولفتت زينون في حديث لـ"سبوتنيك"، أن "الشباب الفلسطيني على مواقع التواصل استغلوا الانتشار الكبير للعبة، وقاموا بإنشاء العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي توضح خيبة أمل اللاعبين الفلسطينيين، جراء عدم القدرة على اللعب بكفاءة بسبب الجدار الإسرائيلي الفاصل في الضفة، والحصار وعدم القدرة على الحركة في غزة".
وأضافت، "وجد الصوت الفلسطيني مساحة جديدة للتعبير عن نفسه وعن القهر الذي تقوم السلطات الإسرائيلية بفرضه عليه من خلال اللعبة، ومع ذلك فهم يبذلون كل جهد من أجل اللعب والوصول إلى مراحل متقدمة ومجاراة اللاعبين حول العالم".
الجدير بالذكر أن تطبيق اللعبة يوظف كاميرا هاتفك الذكي ليضع لك شخصيات (بوكيمون) الكارتونية في المكان الذي تتواجد فيه. تقوم بتتبع تحركات بوكيمون عبر الكاميرا وتحاول قطفها لتربح المزيد من النقاط. قد تتحرك مئات الأمتار في رقعة جغرافية كبيرة من دون أن تشعر بذلك.
واعتبر غنيم في حديث لـ"سبوتنيك"، أن الفن يعد الوسيلة الأقوى التي تجتاز وتخترق كل المساحات لإيصال الرسائل، مضيفاً "لذلك قمت بالعمل على إعداد أغنية قيد التسجيل والتصوير حالياً للحديث عن أوضاع قطاع غزة بصورة مختلفة، وإظهار حجم الدمار والمأساة الذي يعيشه الناس هنا".
وتابع، "اخترت اسم بوكيمون للعديد من الأسباب، أهمها أنني أحد اللاعبين الشغوفين باللعبة، ولصدى اللعبة الكبير على مستوى العالم، ثالثاً سيظهر الفيديو الذي نقوم بإعداده وتصويره مدى ارتباط الفكرة في لعبة بوكيمون".