ويضم "التحالف الديمقراطي" كلاً من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية، وحزب الشعب الفلسطيني، و"المبادرة الوطنية الفلسطينية"، وحزب "فدا".
وقال عائد ياغي، مسؤول حركة المبادرة الوطنية في قطاع غزة، إن التحالف الديمقراطي جاء بعد عدة أشهر من التحاور بين مكونات التحالف الخمسة، حيث تم الاتفاق على تعزيز التنسيق والتعاون وتنفيذ أنشطة مشتركة خدمة للواقع الفلسطيني، وانطلاقاً من شعور الجميع بضرورة وجود تيار ديمقراطي ثالث في ظل حالة الاستقطاب الثنائية.
وأوضح ياغي في حديث لـ"سبوتنيك"، أن الانتخابات المحلية الفلسطينية جاءت حتى تسرع من عملية تكوين التحالف الديمقراطي، الهادف إلى وجود تيار ديمقراطي ثالث في الساحة الفلسطينية، وإنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية.
وأشار إلى أن "الساحة الفلسطينية بحاجة ماسة إلى تحالف ديمقراطي منذ أول يوم للانقسام الفلسطيني، لأن منذ بداية الانقسام هناك استقطابا حادا بين حركتي "فتح" و"حماس"، وهناك نسب عالية من الجمهور الفلسطيني لا يثقوا بأي من الفصيلين، وبحاجة إلى تيار بديل".
وأضاف: "من المبكر الحديث عن نتائج الانتخابات لكن طموح التحالف الديمقراطي كسر حدة الاستقطاب الثنائي المتمثل في حركي "حماس" و"فتح"، وهناك عدة عوامل مهمة لذلك منها ما يختص بالتحالف من ناحية تقديم الأفضل، ويعتمد كذلك على الناخب والجمهور الفلسطيني وقدرته على اعطاء الثقة لطرف ثالث".
الجدير بالذكر أن الانتخابات المحلية الفلسطينية عقدت آخر مرة في الضفة الغربية وقطاع غزة معاً، قبل 11 عاماً، بسبب استمرار حالة الانقسام الفلسطيني بين حركتي "فتح" و"حماس".
من جانبه أكد كايد الغول القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في حديث لـ"سبوتنيك"، أن التحالف جزء من مشروع له علاقة بالتقدم والديمقراطية في المجتمع الفلسطيني، ولكسر حالة المحاصصة بين حركتي "فتح" و"حماس".
ولفت الغول إلى أن الأحزاب تحاول من خلال التحالف أن تعكس التمسك بالمشروع الوطني، وبمصالح مختلف قطاعات الشعب وبخاصة الكادحين من أبنائه، مضيفاً "سنعمل على استمرار التحالف إلى ما بعد الانتخابات المحلية، لأنه جزء من برنامج الجبهة السياسي، والذي قررته المؤتمرات الوطنية كافة".
وأضاف "نحن نطمح إلى أن نكسب حدة الاستقطاب الموجود حالياً، مع إدراكنا أن البدايات ستواجه بعض العقبات، لكن نعتقد أن ما سنقدمه من تجربة، ستؤدي إلى التفاف قطاعات واسعة من التيار الديمقراطي التقدمي في الساحة الفلسطينية، وبالتالي حجم هذا التيار الواسع يمكن أن يتحرك للعمل على المراهنة على هذا الاتجاه".
وتابع، "نتائج الانتخابات ستكون مرهونة بالجهد الذي سيبذله التحالف، ومدى انحياز قطاعات من الشعب لصالح فكرة التحالف، وستكون الانتخابات محطة من الصعب الحكم عليها واعتبارها الفرز النهائي للقوى على الساحة الفلسطينية".
ومن المقرر اجراء الانتخابات المحلية الفلسطينية في الـ 8 من تشرين الأول/أكتوبر المقبل، بحسب لجنة الانتخابات المركزية.
بدوره يرى المحلل السياسي أكرم عطا الله، أن التنبؤات الاستطلاعية في الساحة الفلسطينية لن تثبت مصداقيتها، لأن مزاج الرأي العام متحول، ويغلب عليه التصويت بقلبه وغرائزه لا بعقله، وهو حال الجماهير العربية بشكل عام.
وتوقع عطا الله في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن يشكل "التحالف الديمقراطي" قاعدة هذه المرة في الانتخابات، وأن يصل إلى بعض الأصوات، ولكن ليس إلى الحد الذي يمكن أن يصبح بديلاً عن "فتح"، و"حماس"، لافتاً إلى أن "الناس ستصوت بشكل انتقامي في قطاع غزة ضد حركة "حماس" وفي الضفة الغربية ضد حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية إلى حد ما".
وأضاف، "لا زال الصراع متمظهراً بين القوتين الرئيسيتين "فتح" و"حماس"، اللتين ستحصدان النصيب الأكبر في الانتخابات، لكن هذه المرة الأولى التي يظهر فيها اليسار كحالة مستقرة ثابتة، والجماهير الغاضبة من "فتح" و"حماس" بالتأكيد ستذهب إلى قوى التحالف اليساري، لكن من الصعب التنبؤ عن حجم هذه الجماهير".