يقول الدكتور أبو زيد جابر، أستاذ الحضارات، في تصريحات خاصة لوكالة "سبوتنيك"، إن الجريمة التي راح ضحيتها إمام مسجد الفرقان في مدينة نيويورك مولانا أكونجي، ومساعده ثراء الدين، تؤكد ما حذر منه أساتذة وعلماء الحضارات وأساتذة الأديان أيضا، وهي أن العنف بين الأديان سوف يتصاعد في الغرب.
وأوضح جابر، أن أسلوب الجريمة، وهو إطلاق النار على الرأس، يدل على أن الجاني كان يترصد ضحيته في الشارع، أي أنها جريمة مدبرة، وربما ينظر البعض في أمريكا لحادث القتل باعتباره جريمة، ولكن الكارثة أن كثيرين قد يرونه انتقاماً أو ثأراً للضحايا الذين يسقطون في أمريكا والعالم كل يوم بأيدي الجماعات الإرهابية المتطرفة، التي تحاول طوال الوقت أن تنسب أفعالها وجرائمها إلى الإسلام.
وكانت الشرطة الأمريكية قد قالت في بيان إن المسلح اقترب من الرجلين من الخلف، وأطلق النار على رأسيهما من مسافة قريبة، مؤكدة أنه هرب ولم يتم اعتقاله بعد، وأضافت تيفاني فيليبس المتحدثة باسم إدارة شرطة نيويورك إنه لم يعرف بشكل فوري الدافع وراء الجريمة، كما لم يتم اكتشاف دليل حتى الآن يشير إلى احتمال استهداف الرجلين بسبب دينهما.
وأكد جابر أن الشرطة الأمريكية لم تؤكد أنها جريمة كراهية، ولكنها في الوقت نفسه لم تستبعد أن يكون "الدين" هو الدافع وراء عملية القتل التي أثارت مشاعر المسلمين في المدينة، ودفعت بالعشرات إلى الخروج في مظاهرات مطالبين بإلقاء القبض على الجناة، وهو ما يجعلنا نتوقع حدوث أزمة قد تتطور إلى أعمال عنف، إذا لم تتوصل الشرطة لمرتكبي الجريمة بسرعة.
ووصف مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير"، الحادث بأنه "مؤلم"، حيث قالت عفاف نشار المدير التنفيذي لفرع "كير" في نيويورك، إن الضحيتين "كانا شخصين محبوبين جدا"، وهناك شعور عميق بالحزن وصرخة قوية لتطبيق العدالة، لافتة إلى وجود إرادة قوية لشرطة نيويورك للتحقيق في الحادث بشكل جدي وبجميع إمكانياتها.
ولفت جابر إلى أن حوادث الكراهية بسبب الدين أو الجنس أو اللون تزايدت حدتها في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل بالغ خلال السنوات الأخيرة، ما دعا كثير من الجاليات الإسلامية والعربية والإفريقية إلى المطالبة بزيادة إجراءات الأمن، خصوصا بعد مذبحة أورلاندو، وحوادث أخرى استهدفت المسلمين ومساجدهم.