لا شك أن لبنان المعروف بتاريخه ودروه مواجهة العدوان، يحتاج إلى دعم من الأشقاء والأصدقاء في مواجهة التحديات. وزيارة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إلى لبنان إشارة واضحة على أن لبنان يقع في صلب اهتمام صانع القرار المصري، في إطار سياسة خارجية تستهدف استعادة القاهرة لدورها الإقليمي، باعتبار أن أمن واستقرار الدولة اللبنانية ضروري ومهم لاستقرار المنطقة العربية.
رؤية مصرية لمستقبل لبنان
بيان وزارة الخارجية المصرية يشير إلى أن الزيارة تستهدف التعبير عن وقوف مصر الكامل إلى جانب الأشقاء اللبنانيين في كل ما من شأنه الحفاظ على وحدة واستقرار بلادهم، فضلا عن تطلع مصر لاستمرار الحوار الوطني بين مختلف القوى السياسية اللبنانية للوصول إلى توافق في التعامل مع كافة الاستحقاقات السياسية، وفي مقدمتها انتخاب رئيس للجمهورية يعبر عن مصالح الشعب اللبناني، مشددا على حرص مصر على تقديم كل الدعم إلى لبنان في المرحلة الراهنة على ضوء إدراكها الكامل للتحديات التي تمر فيها المنـــطقة.
وماذا عن المبادرة؟
شكري أكد عقب لقاء رئيس الوزراء اللبناني، تمام سلام، على أن "الظروف في المنطقة العربية تتطلب المزيد من التضامن وإدراك أهمية الحفاظ على الدولة وقدرتها على توفير الاستقرار والأمن وسلامة أراضي الدول العربية، والعمل على توثيق التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية ما يتطلب منا تكثيف جهودنا وتضافرها لتحقيق كل هذه الأهداف بشكل ]ؤدي للحفاظ على الخصوصية السياسية في كل الدول العربية، في وقت يتم التفاهم فيه على أن التوافق والتفاهم يؤديان الى تحقيق مصلحة الشعوب ما يجعلنا نسير الى الامام لنحقق طموحات كافة الشعوب العربية".
وأضاف رئيس الدبلوماسية المصرية "نحن نعمل في إطار سعينا لدعم علاقاتنا والتواصل مع كافة المكونات السياسية اللبنانية وتوفير أرضية لمزيد من التفاهم لأنه السبيل للخروج من الأزمة الحالية والاستقرار، وتوفير الدعم لهذا المسار في إطار توافق وتفاهم مُنطلِق من خصوصية الاوضاع. هدف زيارتي هو لتأكيد إهتمام مصر بالشأن اللبناني وتوثيق العلاقة بين البلدين خاصة وان هناك إرثاً تاريخيّاً من هذا التواصل، ومصر تعمل دائما لتحقيق مصلحة مشتركة بعيدا عن ممارسة اي نوع من الضغوط او النفوذ لأنها متصلة بوضع ومكونات سياسية لا بد ان تصل الى نقطة تفاهم فيما بينها لتحقيق المصلحة".
الخلاصة
نجاح جهود أشقاء وأصدقاء لبنان مرهون بموقف القوى السياسية الداخلية، ورغم أن حقيبة وزير الخارجية المصري لم تحمل "مبادرة" بالمعنى السياسي الدقيق للكلمة، فإن المباحثات تؤكد على اهتمام يستمد قوته من مواقف تاريخية معروفة بانتصارها للدولة اللبنانية. وتحمل رسالة مفادها بأن لبنان ليس وحيدا في مواجهة التحديات، كما تمنح الأطراف المنخرضة في العملية السياسية، دفعة جديدة لمواصلة الحوار وملء الفراغ السياسي بانجاز الاستحقاق الرئاسي، والاستعداد للانتخابات البرلمانية المقبلة، وتوحيد الجهود لمحاربة الإرهاب والفكر المتطرف الذي لا تعرفه عقول اللبنانيين، ولا يستوعبه نمط الحياة في بلاد الأَرز.
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)