وأضاف زهران، الذي يعد من دعاة عودة العلاقات الإقليمية المصرية بدول الجوار المتمثلة في تركيا، وإيران، وأثيوبيا، نظرا للمصالح المشتركة بين تلك الدول وبين مصر، وبالتالي ليس من المستساغ الآن، أن تكون علاقة القاهرة بطهران، علاقة على مستوى "قائم بأعمال" في التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، دون أن يكون هناك مبررا موضوعيا لهذا التمثيل الضعيف.
وتابع زهران:
لابد من فتح المجال الجوي المصري الإيراني، ولابد من رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي، بالإضافة إلى زيادة حجم الصادرات والواردات والتبادل التجاري، وفتح السياحة الإيرانية إلى مصر، فكل تلك الخطوات هي مصادر لزيادة الدخل القومي المصري، وهي خطوات هامة لرفع الاقتصاد المصري، لكن الدولة المصرية لا تحاول استثمار مثل تلك الأمور، في ظل إيجاد توازنات بعلاقاتها بدول المنطقة، فالقيادة السياسية المصرية لا تميل للمبادرة بتحسين العلاقات المصرية الإيرانية، نتيجة لمشاكلها الاقتصادية الضخمة، التي تعتمد في حلها على علاقاتها بدول الخليج، وليس على الاستعداد للمخاطرة بالقيام بخطوة قد تفقدها قوة مثل تلك العلاقات.
وأضاف زهران، أن تصريحات رئیس مكتب رعایة المصالح المصریة في طهران، السفیر خالد عمارة، بأن القاهرة تأمل في تعزیز العلاقات والتعاون بین إیران ومصر فی کافة المجالات، هي دليل على أن هناك محاولات مبذولة للتقارب المصري الإيراني، ولكن حتى الآن الحائل دون ذلك هو الملف الأمني، أكثر من الملف السياسي، أو الاقتصادي، والملف الأمني هو على درجة عالية من الأهمية حيث أن القائمين عليه من الجانب المصري هم أجهزة الأمن القومي المصري، لكن هناك مشاكل عملية بين مصر وإيران، وفي ذات الوقت ليس من مصلحة مصر، ولا من مصلحة إيران، استمرار تلك القطيعة- غير المبررة- لما سيترتب عليها من إعادة صياغة لعلاقات كثيرة في المنطقة، على سبيل المثال ضمان المصالح الخارجية المصرية في المنطقة، فمصر تعتبر أن حزام الأمن القومي العربي والمصري متواجد في منطقة الخليج، بقدر اعتبار وجوده في أثيوبيا متمثلا في مياه النيل، فمنطقة الخليج مهمة بالنسبة لمصر، وفي اعتقاد القيادة المصرية أن إيران لن تعوض مصر عما يمكن أن يؤثر على العاملين المصريين في الخارج، والمقدر عددهم بحوالي 3 ملايين مصري ـ نتيجة توتر العلاقات المصرية الخليجية ما إذا تم توطيد العلاقات بين مصر وإيران، فمصر دائما ما تأخذ في اعتبارها ردود الأفعال الخليجية، وبخاصة السعودية.
وربط زهران بين المحاولات الدبلوماسية الجارية حاليا لإعادة العلاقات بين القاهرة وطهران بالعلاقات الروسية بين الطرفين، حيث قال: "ربما تكون هناك بعض المحاولات للتقارب، على خلفية الوجود الروسي في المشهد، من زاوية العلاقات القوية بين موسكو وطهران، من ناحية دعم المشروع النووي ودعم العلاقات الاقتصادية".