وبدوره، أكد الجانب التركي وعلى لسان رئيس الوزراء بن علي يلدريم على سعي أنقرة إلى تخفيف حدة التوتر مع دول عدة في المنطقة، وإلى إقامة علاقات معها تستند إلى المصالح المتبادلة.
وشدد يلدريم أيضا على الرغبة في تطويرالعلاقات مع القاهرة باعتبارها بلد قريب جدا من تركيا بثقافته وقيمته، وأيضا على عدم ارتداد الخلافات السياسية سلبا على شعبي البلدين.
أكد مصطفى زهران، الباحث في الشؤون التركية في مركز "ستا" للدراسات والأبحاث لـ"سبوتنيك"، مما لاشك فيه عودة العلاقات المصرية التركية وتوثيقها حيث ألقت بظلالها على المشهد الإقليمي بشكل عام، مؤكدا أن هناك انفراجة نسبية في العلاقات بدأت مع تصريحات متبادلة بين الطرفين وكللت بعودة السياحة لشرم الشيخ، فيمكن القول أن الجانب الاقتصادي هو بوابة التصالح المبدأي بين مصر وتركيا.
وقال إن حجم التغيرات والتحولات التي تشهدها المنطقة والتقارب التركي الروسي ألقى بظلاله على المشهد المصري، فروسيا حليف قوي لمصر وداعم لها وهناك شراكة إستراتيجية واسعة المدى بين مصر وروسيا، بالتالي الجانب الروسي له أثر كبير في عودة العلاقات التركية المصرية.
والجدير بالذكر، أنه لم يحدث تقارب من قبل بين مصر وتركيا بالرغم من وجود الوسيط السعودي، مؤكدا أن الوسيط الروسي هو أكثر فاعلية في الداخل المصري وتحريك المياه الراكدة.
وأشار إلى أن الرئيس السيسي تحدث عن إنتفاء العداوة بين الشعبين، فهي محاولة وقبضة نوعية في عودة العلاقات، بالتالي لدينا مؤشرات إيجابية كان الفاعل الرئيسي فيها هو التحول في المشهد السوري والتقارب التركي الروسي الأخير، حيث يمكننا القول إن ثمة انفراجا ربما تشهده العلاقات التركية المصرية في الفترات القادمة.
واستطرد قائلا، إن لدينا مشكلة في فهم الحالة التركية لمصر وفهم الحالة المصرية للمشهد التركي وإن ورقة "الإخوان المسلمين" كانت عائقا رئيسا في توتر العلاقات المصرية التركية بالرغم من أن تركيا عقب ثورات الربيع العربي هي التي دعمت بشكل كبير السياسة المصرية بصرف النظر عن مكوناتها السياسية الداخلية، من جهة أخرى لعب الإعلام دورا سيئا في هذه العلاقات.