في حوار خاص لبرنامج "ما وراء الحدث"، كشفت المتحدثة الرسمية باسم وفد معارضة الداخل إلى محادثات جنيف ميس الكريدي عن النتائج والمحاور التي تمت مناقشتها خلال اللقاء الذي عقد مؤخراً في موسكو مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.
حيث أكدت ميس الكريدي على الثقة بالموقف الروسي تجاه سوريا، معربة عن الرفض الكامل من كل القوى الوطنية السورية للتدخل التركي وكافة أنواع التدخلات حتى لو كانت من دولة صديقة، وأكدت أنه لا يحق لأي مكون سوري سياسي أو حزبي أو قومي أن يحدد شكل النظام السياسي أو تفاصيل الحياة السياسية داخل سوريا منفرداً لأن هذا القرار هو قرار الشعب السوري أجمع.
عن نتائج اللقاء وحول المحاور والنقاط التي تم استعراضها ومناقشتها خلال اللقاء…أجابت السيدة الكريدة على النحو الآتي:
لقد كان لقائي مع السيد بوغداونف أمس إيجابياً الى حد كبير، دام اللقاء حوالي الساعتين أستعرضنا كافة المستجدات السياسية، وأكدنا على أهمية طاولة الحوار السوري السوري، وعلى ضرورة التسريع في العملية السياسية، وبالذهاب الى طاولة الحوار لأننا نعتبر أن الحوار هو أساس في حل كافة المسائل السياسية العالقة، وأكدنا على نقطة رئيسية وهو أن الكلمة المفتاحية في الحل السياسي في سورية هي التوافق بين القوى وفئات الشعب السوري، ودون هذا التوافق لايمكن الوصول الى أي شيء، وبالتالي لايحق لأي فئة أو قومية أو جهة أو أي حزب سياسي أو أي مستوى من مستويات التنوع في فصائل الشعب السوري أن تحدد شكل النظام السوري أو تفاصيل الحياة السياسية داخل سورية. لأن هذا القرار هو قرار الشعب السوري أجمع، وبالتالي لابد أن يكون هناك منظومة علاقات تنظم الواقع السياسي في سورية يتفق عليها الجميع، يضاف الى ذلك التأكيد على السيادة الوطنية وعلى رفض كافة أشكال التدخل الخارجي، مهما كان العنوان فان التدخل التركي الحاصل في سورية ترفضه كافة القوى الوطنية في سورية، وهو تدخل مشجوب ومرفوض بالجملة والمضمون وبالتالي لابد من الذهاب الى الحل السياسي لإنهاء كل هذه الفوضى في السلاح والعبثية والتدخلات الإقليمية والدولية. كما ناقشنا مع السيد بوغدانوف دور المرأة وأهميته، وضرورة أن تأخذ المرأة في سورية دورها الريادي والقيادي خصوصاً في حالة الحرب وعلى كافة المستويات. إضافة الى إلتزامنا كقوى سياسية في مواجهة الإرهاب ،لأن الإرهاب اليوم يحتاج الى جبهة كاملة عسكرية وفكرية وإقتصادية وإجتماعية وسياسية لمواجهته، ويحتاج الى تضامن وتكافل كافة الفصائل والقوى من أجل مواجهة هذا الواقع، والإنتقال السياسي الديمقراطي السلس والهادىء، والتغيير من أجل سورية ديمقراطية وفقاً للتوافقات الدولية وبيان فينا 2 كل هذه القضايا إستعرضناها في هذ الجلسة. وهناك تفاصيل حول هذه الأمور، طبعا إيماننا بحقوق الجميع، وإيماننا بحق الأخوة الأكراد بالتعبير عن أنفسهم وفي الوصول الى طاولة الحوار، ولكن مع التحفظات والملاحظات على أنه للأسف وقعوا في خديعة أمريكية وهذا الموضوع قمنا بتسليط الضوء عليه بشكل كبير.
وحول توحيد صفوف المعارضة الداخلية قالت كريدي:
موضوع دمشق واحد كان فكرة الجميع وإذا كنا التزمنا بالقرار 2254 وذهبنا الى جنيف وإنوجدنا على طاولة الحوار ليس أبداً بديلاً عن قناعتنا التامة أن الأساس هو دمشق واحد، ولكن الآن هناك مفاعيل دولية لايجوز أن نغيب عنها، وعلمتنا تجاربنا السياسية بالعلاقة مع الدول والتي لانثق بالحيقبة بها ،علمتنا ضرورة الحضور، لأنه اذا لم نحضر فنحن غائبون عن معركة تدار بإسم بلدنا، وهذا لايعني أنه بديل عن قناعاتنا بأهمية الحوار في دمشق، وهناك تطورات هامة حيث سمح بفتحح مكتب للمعارضة الداخلية في دمشق، هذه مسألة توافق وربما لن يتوافق الجميع عليها ن ولكن يمكن الحصول على توافق بالحد لأعلى أو على قوى سياسية أي ضاغطة منطقية بالحد الأعلى. أما اذا كان هناك عدد من العناصر المخربة المرتبطة بأجندات دول حتى لو كانت دول صديقة هذه مسالة أخرى، يمكن نقاشها بشكل أوسع وبالتفصيل، لأنه لم يعد هناك مجال للهرطقة السياسية، أو هذا الإستهتار السياسي، الذي تقوده بعض القوى الحقيقية بشكل غير مسؤول. أما لغايات شخصية، أو لتحقيق أجندات دول حتى لو كانت صديقة.
وبخصوص الثقة بالموقف الروسي وأذ ما كان هناك تخوفاً من إنقلابه في لحظة ما بسبب التغيرات الحاصلة قالت السيدة كريدي:
نحن نثق بالدبلوماسية الروسية منذ بداية هذه العلاقة، منذ أن حضرنا موسكو واحد رغم أن هناك أصدقاء كثر لروسيا الإتحادية، وقفت أنا بصفتي الرسمية والسياسية، وكنت باسمي الشخصي قد قدمت مقالاً بعنوان — عتبة موسكو نحو السياسية. منذ تلك اللحظة وحتى هذ اللحظة أنا مؤمنة بعتبة موسكو نحو السياسة. موسكو هي البوابة الرئيسة لحل المشكلة السورية ونحن نثق بالدبلوماسية الروسية ،ونثق بأن روسيا لن تبدل في مواقفها المبدئية والجوهرية وأكيد هناك توازن وعلاقة مصالح، ولا أحد يقيم علاقات مع الآخر دون إلا وفق المصالح، ولكن كم من المصالح المشتركة بين الدولة الروسية والقوى الوطنية في سورية في منسوب من التوافقات العالية ؟أعتقد أن هذا المجموع بالكامل يجمعه أنه يعرف أن الولايات لمتحدة الأمريكية لاتريد محاربة الإرهاب، وأن الولايات المتحدة تريد عناوين أخرى لإستمرار ذبح المنطقة .,ان الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تدير هذه الحرب وتدفع بها وتؤجج بها، وتخلق مشاريع تقسيمية وغيرها. فهذا الإتفاق أو التلاقي على فهم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية المتناقضة تماما مع مصالحنا والتي بالعكس تقام على جماجم أبناء شعبنا، هو سبب رئيسي يضمن تحالف مديد مع دولة روسيا الإتحادية.
وحول ما استنتجته السيد الكريدي من اللقاء مع بوغدانوف والنظرة الروسية الرسمية بخصوص حل الأزمة ومدى الأمل في ظل التخبطات الحالية التي تتهم فيها روسيا تجاه سورية من قبل بعض الأطراف الدولية والإقليمية قالت:
هناك فكرة مغلوطة عن دولة عظمى كروسيا وموقفها أنه قد يتزعزع تجاه سورية، ثانيا من قال أن هناك حالة تخبط فهناك إنجازات واضحة للجيش السوري وحلفائه، وآخرها تحرير داريا وهذا الكلام حول روسيا والتخبط مفاعليه على الأرض غير منطقية، وهناك بالفعل تدخلات وتجاذبات واضحة في الشمال السوري وبعض القضايا، ولكن بالمحصلة العامة هناك قضايا إيجابية،، هناك توافقات وهناك إعادة بناء للعلاقات الدولية ومنظومة العلاقات في المنطقة ،وهناك أحلاف تقام الآن هذا واقعي أمام محتوى المشكل ومحتوى الأزمة وحجم المصالح الدولية المتصارعة على سورية، لأن سورية في مركز العالم كله.كافة مصالح العالم وإعادة خرائط العالم تبنى في هذا القلب الصغير في الشرق الأوسط، وبالتالي لا أعتقد أبدا أن الموقف الروسي متخبط هذا أمر غير واقعي أبداً. ويبدي الرئيس بوتين حزماً واضحاً ويوقم بعمليات ومسارات وخطوات واضحة ومنتجة أيضاً، اذ كانت الدبلوماسية الروسية تحاول ان تجمع الجميع وتستقطب الجميع، خصوصا وأن هاك بعض الأطياف تؤجج وتحرض ضد الدولة الروسية يعني الآن القطريين والسعوديين ومن معهم في هذا المركب يؤججون ضد دولة روسيا الإتحادية، لجعلها طرف، حتى لاتكون حكماً تصبح طرف في المشكلة، ولكن حقيقة الأمر وجود دولة روسيا الإتحادية ضبط كثير من الأوراق الإقليمية في المنطقة ،وهذا واقع مقروء في السياسية، ولو كانت تنزعج مصالح بعض الدويلات من هذه المسألة فهذه المسألة تعود لهم.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم.
