في نهاية المطاف، نحن أمام مشهد جديد وأسماء بعضها جديد، لكن المشهد يسير من السيء إلى الأسوأ. وأشارت إلى أن وجود وجوه شابة وجديدة، فإنها أيضا احتفظت بوزراء في حكومة الصيد، ما يعني أنهم لم يفشلوا ولهم إنجازات، خاصة ما يتعلق بالمسألة الأمنية.
وأضافت العتروسي أن حكومة الشاهد لم تكن محظوظة من أول يوم جاءت فيه بسبب الأوضاع الاقتصادية والأمنية التي تمر بها تونس والمطالبات العاجلة بحلها. وقالت إن هذه الحكومة الأكثر تمثيلا للأحزاب والمنظمات في البلاد، بمشاركة تسعة أحزاب والمنظمات الكبرى، فهي تركيبة موسعة وشاملة. لكن السؤال هنا هل سيكون هناك درجة من التنسيق والانضباط؟ لأنها واحدة من المشاكل التي كانت تواجه الحبيب الصيد، مشيرة إلى أنه من الصعوبة الحكم على حكومة الشاهد، لكن ندرك تماما أن الأمور صعبة، لأن المحاصصة وعقلية الغنيمة هي التي فرضت نفسها منذ البداية.
وقالت إن المعركة هي معركة مناصب ومصالح، ولم تكن معركة من أجل إنقاذ البلاد مما هي فيه اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا. وتساءلت بهذا الوضع أي خطاب سياسي سيقنع الشارع بقيمة العمل وأهمية إنقاذ البلاد من مافيا الإرهاب والتهريب. وقالت العتروسي إن هناك ملفات فساد كبرى يجب على الحكومة أن تبحث فيها، فالتونسيون لم ينسوا شكري بلعيد ولا محمد الإبراهيمي ولا الجنود الذين استشهدوا في عمليات إرهابية، هذه الملفات الحارقة ستبقى نقطة سوداء في جبين كل الحكومات السابقة واللاحقة.
وأشارت إلى أن الشاهد هو أصغر رئيس حكومة يأتي في البلاد، ولكنه لا يملك رفاهية القرار، الشاهد يفترض أن مستقبله السياسي أمامه، فإما أن ينجح في مهمته، وإما أن يودع كل المستقبل السياسي له في حالة فشله، لأنه سيكون أحرق مسيرته السياسية قبل أن تبدأ، وفي حالة لم يكن سيد قراره، وفي حالة لم يكن رئيس حكومته وصاحب القرار الجريء الذي يخدم المصلحة الوطنية، وقبل أي مصلحة حزبية وقبل النداء وقبل النهضة بكل أهدافها المعلنة والخفية.