حول هذا الموضوع أجرت "سبوتنيك" الحوار التالي، مع النائب بالبرلمان التونسي الطاهر بطيخ:
سبوتنيك: حذر وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، الإثنين 5 سبتمبر/ أيلول، من خطر انتقال عناصر من تنظيم "داعش" إلى تونس أو مصر، عندما يتم طردهم من ليبيا…بعد هذه التصريحات كيف تقيم الجهود الدولية لمواجهة الإرهاب في ليبيا؟ وهل هي جادة في استئصاله؟
بطيخ: الإرهاب، أصبح ظاهرة عالمية، ولم تعد قاصرة على بلد بعينها، وذلك يستوجب تضافر الجهود من جميع الأطراف، من الدول العظمى، ودول الجوار، لاستئصال جذوره، ولن تنجح جهود أي دولة في القيام بذلك، ما إذا قامت بتلك الجهود منفردة، حيث أن الجماعات الإرهابية أصبحت تمتلك إمكانيات مادية كبيرة، ولديها منظمات تعمل على تمويلها، كما أنه يعتمد في تمويله على عمليات التهريب في الأساس، لذلك فلابد بالمقابل، أن تقوم الإمكانيات الدولية بمواجهة إمكانيات الإرهاب حتى يمكنها الانتصار عليه.
سبوتنيك: عبر لودريان عن الأسف لعدم تشاور دول الجوار وبينها فرنسا وإيطاليا لمواجهة هذا التهديد…ماذا يتوجب على دول الجوار فعله لمواجهة هذا الخطر؟
بطيخ: لابد من تبادل المعلومات الاستخبارية بصفة يومية ومباشرة بين تلك الدول، بالإضافة إلى تنظيم التحركات، والعمل على تدريب القوات الخاصة لبلدان الجوار، وبصفة عامة لابد من التنسيق الأمني خاصة بما يتعلق بالحدود، وضبط عمليات التهريب التي تتم عبرها، لأن التهريب كما أسلفت هو العامل الأساسي في دعم الإرهاب.
سبوتنيك: الفريق خليفة حفتر أعلن أن الإرهاب في بنغازي يلفظ أنفاسه الأخيرة، هذا إضافة إلى الانتصارات التي تحققها حكومة الوفاق ضد "داعش" في سرت…ما مدى جاهزية قوات الأمن التونسية لصد تدفق الإرهابيين القادمين من ليبيا في اعتقادك؟
بطيخ: القوات التونسية على أتم استعداد لمجابهة أي خطر، ولكن يبقى على القوات الليبية بمساعدة القوات الدولية، التخلص من جيوب الإرهاب على الحدود التونسية الليبية، ولكن — في اعتقادي- أنه ليس هناك خطر على تونس من هذه الجيوب، فالحدود التونسية مؤمنة تأمينا تاما.
سبوتنيك: الخندق والحاجز الترابي الذي يمتد على الحدود مع ليبيا لنحو 200 كيلو مترا والذي كانت تونس قد أقامته بمنظومة مراقبة إلكترونية، بهدف وقف تسلل الإرهابيين من ليبيا، بحسب رئيس الوزراء التونسي السابق الحبيب الصيد الذي كان قد أعلن عن المشروع في يوليو/تموز من العام الماضي عقب هجوم سوسة
إلى أي مرحلة وصلت إعدادات الخندق، وما مدى قدرته على صد التهديدات التي تواجهها الحدود التونسية من جهة ليبيا؟
بطيخ: الخندق، تم إنشاؤه بالفعل، وهو جاهز الآن، وهو عبارة عن خندق مائي، مجهز بأجهزة إلكترونية، ليحد بصفة كبيرة من تدفق الإرهابيين، وإن كان لايمنع ذلك بصفة قطعية ونهائية، ولكنه جزء من الحل الأمني وليس هو الحل الكلّي للمشكلة، ولكنه يساعد الأجهزة الأمنية في ضبط تدفق العناصر الإرهابية عبر الحدود مع ليبيا.
سبوتنيك: ذكرت أنباء أيضا أن الجزائر تعكف على بناء ساتر ترابي عازل على الحدود مع تونس في إطار إجراءاتها الأمنية لمراقبة هذه المنطقة القريبة من الحدود الليبية
هل بناء الساتر الجزائري يؤكد تخوف وزير الدفاع الفرنسي بشأن تونس، وأن الارهابيين قد تسللوا إليها بالفعل مما أقلق السلطات الجزائرية؟
بطيخ: تستغل العناصر الإرهابية الثغرات، التي تمكنها من العبور من بلد إلى آخر، وعندما تجد تشديد قوات حرس الحدود قويا في مكان ما، فإنها تسعى إلى الهرب إلى منطقة أخرى تكون الإجراءات الأمنية فيها أقل تشددا، لذا يتم إنشاء الحواجز الترابية على الحدود بين دول الجوار لسد مثل تلك الثغرات، وهي حلول تكون في صالح البلدين المقيمين لتلك الحواجز في نهاية الأمر.
أجرت الحوار: دارين مصطفى
