تظهر التطورات الدراماتيكية الجديدة في الميدان السوري أنه لا توجد أي فرصة في المرحلة الحالية لإسكات أصوات المدافع وأزيز الرصاص في الحرب الدائرة على الإرهاب المدعوم إقليمياً ودولياً في سورية، ولم تعط كل النقاشات والحوارات والمحادثات قبل وخلال قمة الدول العشرين في جمهورية الصين الشعبية، اي إشارات من شأنها أن تعطي الأمل للشعب السوري بأنه باتت التسوية الإقليمية الدولية للقضية السورية قاب قوسين أو أدنى. فالعمليات الإرهابية التي قتلت عشرات الأبرياء من الضحايا في عدد من المدن السورية مؤخراً أكبر دليل على أن أزمة الخلافات السياسية بين الدول والتي ظهرت بشكل واضح في قمة خانغتشتو، انعكست مباشرة على الميدان في سورية وكل طرف بدأ يرسل رسائله الدموية على طريقته التي يراها مناسبة، وتكتمل صورة تسعير الأحداث في الخطوة التي قام بها عدد من المجموعات المسلحة والألوية الإرهابية التابعة لحركة "أحرار الشام"، و"جيش الإسلام"، و"الاتحاد الإسلامي التركستاني"، و"تجمع أهل الشام"، و"الهيئة الشرعية في حماة"، حيث أعلنت عن عزمها تشكيل تنظيم إرهابي جديد وموحد في مدينة حماة أطلقوا عليه اسم "جيش حماة". ما يعني أن كتلة نار إرهابية جديدة ستحرق منطقة جديدة من الجغرافيا السورية بإيعاز من جهات ودول تنتحر انتحارا سياسيا وميدانيا لتحقق أقل قدر ممكن من الإنجازات على الأرض أمام تقدم وانتصارات الجيش السوري وحلفائه، وبالطبع ستكون مدينة حماة تحت مرمى هذا المكون الإرهابي الجديد.
حول هذه التطورات، وحول التفاصيل التي تقف وراء هذه التشكيلات الجديدة، والجهات والدول التي تقف وراء فتح جبهة نار جديدة في مدينة حماة التي تميزت بالهدوء النسبي طوال الفترة الماضية وتعيش حياة طبيعية بعد تأمينها من الجيش بالتعاون مع الفعاليات الشعبية والوطنية في المدينة.
وللإطلاع على آخر هذه المستجدات والتطورات الميدانية استضفنا في حلقة اليوم الخبير العسكري الاستراتيجي اللواء محمد عباس:
أسمح لي أن أحيي شعبنا وخاصة في مدينة حماة، هذه المدينة التي واجه شعبنا فيها الإرهاب خلال ست سنوات، هذا الفكر الظلامي فشل في جر مدينة حماة في الدخول إلى ملهات عبثية هدفها النيل من سورية، ومايجري بغية تكريس اعتداء أردوغان على الشعب السوري، والتحريض على الفوضى الخلاقة، في إطار دعم سعودي وهابي تكفيري يوغل في دماء الشعب السوري خدمة للمصالح الإسرائيلية، تتابع هذه المجموعات الإرهابية سعيها لزعزعة الاستقرار والأمن في مدينة حماة وريفها الشمالي بهدف تشظية المعارك ونشرها في وسط سورية، وفي محاولة يائسة لخلق بؤر جديدة في مناطق لم تدخل الحرب حتى الآن، وأكبر مثال على ذلك في مدينتي الحسكة والقامشلي ومدينة حماة. في مدينة حماة حشد الإرهابيون مجموعاتهم الإرهابية وعشرات الدبابات والعربات المدرعة ونفذوا اعتداء إرهابيا تكفيريا غاشما، اعتدوا على قرى في شمال حماة وتمكنوا من السيطرة على صوران ومعردس وقمحانة ومناطق أخرى في حلفايا ومعان ومعبر نهر العاصي، والجيش العربي السوري استطاع في إطار تصديه للهذه المجموعات الإرهابية التي حاولت السيطرة على حماه استطاع استيعاب الهجوم واحتوائه، واستطاع الجيش من حد هذا الهجوم الإرهابي ومواجهته وتمكن من خلق جدار ناري مانع منعهم من تنفيذ مخطهم ومن التمدد والوصول إلى مناطق أخرى.
ويتابع اللواء عباس بالحديث مستطرداً: إن المعارك على جميع الجبهات على امتداد الجغرافيا السورية مستمرة ويحقق فيها الجيش العربي السوري والقوات الحليفة له انتصارات واسعة وتقدم كبير.
وحول المحاولات السياسية الإقليمية والدولية التي تدعي أنها تسعى الى إيقاف الحرب على سورية، يعلق اللواء عباس قائلا:
أثبت لقاء السيد بوتين مع أوباما أنه لقاء غير فعال وغير منتج بالنسبة لسورية، لأن الرئيس بوتين بوتين راغب في وضع حد لهذا العدوان على سورية وعلى المنطقة ككل وخروجها من عنق الزجاجة الذي وضعتها فيه الولايات المتحدة، بالمقابل الأمريكي يريد الإبقاء على هذه المسألة محصورة بظل إرهاب يستثمرون به، وهم من يغذيه ويمنحه أسباب القوة، وهم من يمده بالدعم العسكري السياسي واللوجستي والحيوي، ويوفر له الأمريكي غطاء سياسياً على مستوى العالم، منافحاً ومدافعا عن "جبهة النصرة"، أم "فتح الشام"، ليسميها معارضة معتدلة أو معارضة مسلحة تقاتل من أجل الحرية، وهم يدّعون الحرية والدفاع عن حقوق الإنسان، ولكنهم يسعون فقط إلى النيل من سورية. ويختتم اللواء عباس قائلاً: بالمجمل الدولة السورية قوية وصامدة ولن يستطيعوا النيل من سورية والشعب السوري.
التفاصيل في حوارنا مع الخبير العسكري الاستراتيجي اللواء محمد عباس
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم