وأوضح الريان، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، أن الأزمات بين الدولتين لا تنتهي، ولكن هناك نقاطا خلافية يبدو أنها ستستمر إلى الأبد، خاصة في ظل التنازع على الريادة بين الطرفين طوال الوقت، فبينما السعودية تدعم "هادي" في اليمن، يلجأ الحوثيون إلى طلب الدعم الإيراني، وبينما السعودية تعادي النظام السوري، تساعده إيران.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني دعا العالم الإسلامي إلى معاقبة السعودية عن "جرائمها"، وهو تصعيد غير مسبوق في لهجة إيران تجاه السعودية منذ 20 عاما، حيث قال روحاني خلال اجتماع لمجلس الوزراء إن "على دول المنطقة والعالم الإسلامي أن ينسق إجراءاته لمعالجة المشاكل ومعاقبة الحكومة السعودية".
وأضاف الريان "إذا نظرنا للسياسة الإيرانية، سنجدها تحظى بالدعم الدولي تدريجيا، فالمشروع النووي والاتفاق الذي حدد مساره جعل إيران تحصل على التأييد الذي كانت محرومة منه منذ سنوات طويلة، وهو ما أحرج مركز السعودية في المنطقة، خاصة أنها كانت تستعين بأصدقاء إيران الجدد في مواجهتها".
وتابع: "الولايات المتحدة ما زالت تحاول محاصرة طهران اقتصاديا وسياسيا، بشكل غير مباشر، سواء من خلال التحريض ضدها في المحافل الدولية، أو من خلال قتل بعض رجالها داخل سوريا، وأيضا تطلق على إيران وكلاءها في الشرق الأوسط — كالسعودية وقطر وتركيا".
وبموجب الاتفاق النووي التاريخي، الذي وقعته إيران مع الدول الكبرى، تم رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، في يناير/كانون الثاني، بعد أن أوقفت أنشطتها النووية الحساسة، التي يشتبه الغرب بأنها تهدف لتصنيع قنبلة نووية، ما أدى إلى زيادة إيران حجم تجارتها مع الغرب، لكن العقوبات الأمريكية قائمة، ولا تزال البنوك الأمريكية ممنوعة من التعامل مع إيران، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
وأكد الباحث أن الكثير من الأزمات تلقي بظلالها حالياً، لأن المناخ متوتر منذ البداية، لذلك نجد أن أزمة الحج ليست سوى انعكاس للخلافات والمعارك السياسية بين الدولتين، والأمور لن تقف عند هذا الحد، فبعد تصريحات الرئيس الإيراني التي رد بها على تصريحات سعودية سابقة، سنجد وراء كل حجر أزمة، ووراء كل جدار مشكلة، ووراء كل لقاء مؤامرة.