سبوتنيك: قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن مصر مستعدة لتشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة لمواجهة الإرهاب، هل لك أن تفسر لنا ماهية هذه الغرفة، وكيفية عملها؟
بخيت: الاستراتيجية التي تنتهجها مصر، هي استراتيجية ثابتة، وهي تعمل على أن يكون هناك تنسيق دولي في مواجهة الإرهاب، ولن يتم هذا التنسيق إلا من خلال غرفة عمليات ميدانية، فمن الممكن تنسيق ذلك على موائد المفاوضات، وفي محاور اللقاءات، والندوات، والمؤتمرات ولكن، المواجهة الحقيقية تأتي بالمواجهة الميدانية، وتلك المواجهة تحتاج إلى غرفة عمليات مشتركة تشترك فيها كل الدول المعنية بهذا الشأن، وهذا منطق، أو صورة تنفيذية لما تتبناه مصر من استراتيجية دولية لمواجهة الإرهاب.
سبوتنيك: ما مدى احتياج العراق للمساعدات المصرية برأيك؟
بخيت: المساعدات المصرية مطلوبة في كل مكان، ويعود ذلك لعدة أسباب، فمصر لديها جيش قوي، إلى جانب خبرتها الواسعة في حربها على الإرهاب، ونجاحها في تحجيم قدراته، والقضاء على نسبة كبيرة من قواعده على أرضها، بالإضافة إلى المصداقية التي تتمتع بها مصر بين دول العالم، والمنطقة، كما أنها دولة رائدة، ولا أحد يستطيع إنكار أهمية دورها في المنطقة، وبالتالي حتى استراتيجيات الدول الكبرى في التعامل مع الإرهاب تتم بالتعاون مع مصر، فالعراق أولى مايكون باحتياجه لمصر في مثل هذه العمليات.
سبوتنيك: لماذا تأخر تشكيل هذه الغرفة حتى الآن، أو لماذا تأخر الدعم المصري للقطر العراقي في مواجهة الإرهاب على غرار ليبيا؟
بخيت: الإرادة السياسية الدولية ضعيفة في نجدة العراق، وإخراجه من هذا المستنقع، كما أن هناك قوى دولية لها مصالح أن يبقى العراق في هذه الحالة، فإسرائيل، والولايات المتحدة الأمريكية، من أوائل الدول ذات المصالح التي ترضى بالعراق في وضعه الحالي، فالعراق كقوة متكاملة كان يمثل اتزانا في المنطقة، لصالح المنطقة العربية ككلّ، ولصالح منطقة الخليج بشكل خاص، أما الآن، فقد أصبح الأمن الإقليمي لمنطقة الخليج، والأمن القومي العربي، في حالة تأثر سلبية، بعد تفكك العراق، فعودة العراق إلى حالته تمثل نقطة قوية في حالة الأمن القومي العربي، والأمن القومي في منطقة الخليج.
سبوتنيك: أوضح الرئيس السيسي أن مصر على استعداد تام لتقديم المشورة العسكرية للجيش العراقي والعمل على تدريب القوات الأمنية على أسلوب حرب الشوارع، هل هذا فقط ما تحتاجه القوات العراقية لمواجهة "داعش" في اعتقادك؟
بخيت: أعتقد أن القوات العراقية تحتاج الكثير من التدريب، وليس فقط الاقتصار على التدريب على القتال في الشوارع، حيث أنهم يواجهون عصابات وميليشيات تنتهج الأسلوب غير النمطي ، ومصر لديها الخبرة في محاربة الإرهاب داخل المدن، ولديها الخبرة في حرب الشوارع ، وعرض مصر لتدريب الجيش العراقي أمر ليس بالجديد، وكان قد تم عرضه من قبل الإدارة المصرية في عهد الرئيس السابق، محمد حسني مبارك ، ولكن الجديد في الأمر هو أن يتم هذا التعاون في إطار صادق، دون أن يكون لمصلحة طرف من الأطراف، وإنما الهدف منه هو خدمة ومصلحة الشعب العراقي فقط، وهذا ما تنتهجه الإدارة السياسية المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
سبوتنيك: أكد السيسي ايضا أن مصر على استعداد تام لدعم الإيزيديات اللواتي تعرض "داعش" إليهن في شمال الموصل، مالذي تستطيع مصر تقديمه في هذا الملف برأيك؟
بخيت: التعاون المعلوماتي، وتبادل الخبرات، وتدريب القوات، والاستراتيجية المشتركة، والعمل من خلال غرفة عمليات مشتركة، تسهم مصر من خلالها بدعم العراق بالخبراء، كل تلك الأمور، هي دعم للجيش العراقي، وللحكومة العراقية، وهو مهم أن تقدمه مصر كدولة رائدة في المنطقة.
أجرت الحوار: دارين مصطفى