وأجرت سبوتنيك حوارا مع الوزير اللبناني بهذا الشأن وإليكم نص الحوار:
سبوتنيك: وضعتم خطة مفصّلة لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم، وأعلنتم عن برنامج شامل وتفصيلي بدءاً من كانون الثاني 2017، على أن يكون التنفيذ تدريجياً على مدى عامين، هل أبلغتم رئيس الحكومة تمام سلام بهذا الطرح، وهل سيطرح على جلسة مجلس الوزراء في المستقبل القريب؟
قزي: هذا الطرح خاص لي كوزير، من مسؤوليتي كوزير وكمواطن أن أبحث عن حلول لوطني، واليوم المشكلة الأساسية طبعاً غير الشغور الرئاسي وتواصل إنهيار الدولة، هو وجود أكثر من مليون وسبعمئة ألف نازح سوري على أرض لبنان وينافسون اللبنانيين بكل مجالات الحياة، التعليمية، السكنية، الاقتصادية، التجارية، سوق العمل الخ…نريد أن نقول للعالم أن لبنان لا يستطيع تحمل هذا العدد الكبير من أخواننا السوريين، ولبنان لا يستطيع أن ينتظر نهاية الحرب في سوريا لكي يعودوا. لا يوجد أحد بالدولة عرض مشروع تفصيلي وتنفيذي لكيفية إعادة النازحين السوريين إلى سوريا، أنا عرضت الخطة وتنفذ على مدى عامين، وتتضمن الخطة المراحل الزمنية، الآلية، مرجعية التنفيذ، التمويل، إلى آخره…أنا طرحت الخطة للحوار والمناقشة، ولكن بالنتيجة هذه الخطة أو غيرها يجب الانتقال من المطالبة بإعادة السوريين إلى إعادتهم فعلياً، وأعتقد أن من مصلحة الحكومة اللبنانية أن تتبنى هذه الخطة أو مثل هذه الخطة وإذا ارتأت إدخال تعديلات عليها فلم لا… يجب الانتقال من الواقع النظري إلى العملي.
سبوتنيك: برأيكم هل يتماشى طرحكم مع كلمة رئيس الحكومة تمام سلام في مؤتمر نيويورك حول العودة الآمنة والكريمة للنازحين السوريين إلى بلادهم؟
قزي: لا أعتقد فقط وإنما أؤمن أن هناك تكاملاً بين طرحي وطرح الرئيس سلام، وأؤيد سلام في جهوده، وسبق أن أيدته في مواقفه في القمة العربية في موريتانيا تموز الماضي، واليوم أؤيد خطابه من على منبر الأمم المتحدة حول ضرورة إعادة النازحين السوريين.
سبوتنيك: كيف تقيم قمة الأمم المتحدة المخصصة للاجئين، وهل من نية لدى المجتع الدولي توطين اللاجئين في أماكن تواجدهم؟
قزي: الظاهر أن المجتمع الدولي عاجز عن إيجاد الحلول السياسية، أو لا يريد إيجاد حلول سياسية، لأنه يريد أن تبقى منطقة الشرق الأوسط مشتعلة دائماً، إما من خلال الحروب أو الأزمات الاقتصادية، ويتجه إلى إبقاء النازحين حيث هم، وهذا أمر لم يعد تحليلاً بعد تقريري الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، بالتالي نحن نرفض هذين التقريرين ونحن نطالب المجتمع الدولي بإعادة النظر في اتجاهاته حول النازحين، وإلا سيؤسس لحرب أهلية في لبنان أو لحرب سورية لبنانية جديدة وهذا الأمر لا نريده، نحن نتطلع إلى إحياء صيغة التعايش اللبناني وإحياء افضل العلاقات مع الدولة والشعب السوري.
سبوتنيك: نسبة ولادات السوريين في لبنان فاقت المائة ألف منذ بدء الأزمة، و50 بالمائة منهم ولدوا في غضون السنة ونصف الماضية فقط، بما معناه أن نسبة النازحين السوريين تزيد في لبنان مقارنة بالذين ترحلهم الدولة اللبنانية، أنتم على رأس وزارة العمل ونسبة بطالة اللبنانيين قاربت 34٪ نتيجة تدفق النزوح الهائل إلى لبنان، ما هي الخطة أو الحل السريع لمعالجة مشكلة البطالة عند اللبنانيين؟
قزي: أزمة البطالة تتفاقم والحلول المقترحة لا تجد طريقها إلى التنفيذ لأنه لا توجد دولة ولا توجد حكومة منتجة ولا مجلس نواب يشرع، والمؤسسات اللبنانية تعمل بالحد الأدنى هذا إذا عملت، في وزارة العمل نقوم أكثر مما يمكن أن نقوم به، منذ تأسيس وزارة العمل لم تعمل على مواجهة البطالة ومكافحة اليد العاملة الأجنبية التي تنافس اليد العاملة اللبنانية كما نفعل، إنها خلية نحل، لا يمكن معالجة أزمة البطالة من دون وجود دولة ودون الاستقرار السياسي الذي من شأنه أن يحرك العجلة الاقتصادية، كل الأزمة الاقتصادية والتجارية الناشئة في لبنان هي نتيجة الأزمة السياسية والأمنية فعبثاً نبحث عن حلول تقنية وإدارية ما لم نبحث عن حل سياسي للبنان ويبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية.
سبوتنيك: قبل أكثر من عام، اتخذت الحكومة اللبنانية سلسلة إجراءات حول إقامة وعمل السوريين في لبنان، هل هذه الإجراءات أحدثت اليوم تغيرات فعلية سواء على المستوى الاقتصادي أم الاجتماعي؟
قزي: لا أعتقد أنها أحدثت تغيرات، التغيير يحدث عندما يتم الالتزام بالقانون، الغرابة أن وزارة العمل أعطت من بداية سنة 2016 لغاية آخر تموز 2016، 586 إجازة عمل فقط للسوريين في حين أنه يوجد مليون عامل سوري على أرض لبنان، هذا يعني أن السوريين يعملون بشكل غير شرعي من دون أوراق.
أجرت الحوار: زهراء الأمير