تدخل القضية السورية مرحلة جديدة بالغة الخطورة والتعقيد بعد الانعطافات الأمريكية والإقليمية الحادة تجاه التعامل مع الملف السوري، وتجاه طريقة التفاوض مع الأطراف المعنية بالحل السياسي في سورية، وخاصة مع روسيا الاتحادية، فما رأيناه خلال الأيام الماضية من حرب إعلامية وودبلوماسية وسياسية كان أبطالها مندوبو روسيا وسورية في الأمم المتحدة أمام عجز أمريكي واضح وفاضح للرد على العقل والمنطق الذي يتحدث به الطرفان السوري والروسي من منطلق الالتزام بالقوانين والشرائع الدولية ووفق مبادىء الدستور واحترام سيادة الدول، أما الطرف الأمريكي ومن معه، وعلى رأسهم الفرنسي والبريطاني، فقد كانوا في وضع محرج للغاية أمام قوة كلمات الوزير وليد المعلم في مجلس الأمن ومن بعده كلمة الدكتور بشار الجعفري وكلمة الممثل الدائم لروسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، المدعوم بتصريحات نارية من قلب موسكو على لسان المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، تحدث الجميع بشكل واضح ومتناغم لايمكن الرد عليه، وهذا ماجعل الأطراف الدولية غير المعنية إلا بالاسم والصفة بحل القضية السورية سياسياً تتحدث بمنطق مستهلك منذ خمس سنوات لا جديد فيه سوى الكذب والخداع والمراوغة بشكل مكشوف وفاضح، ماجعل الفرنسي والبريطاني حسب الأنباء التي وردت يخرجان من تحت قبة مجلس الأمن خلال كلمة الدكتور بشار الجعفري.
نعم الآن أصبح الجميع على شفى حفرة من التصادم وخاصة الأمريكي والروسي، لذا ماهي تداعيات هذه الحرب السياسية والإعلامية والدبلوماسية الجارية حالياً؟ وماهي أسبابها؟
وإلى أي مدى يمكن أن تتسبب في تعقيد المعقد في المشهد السوري؟
وكيف ستخرج الولايات المتحدة من قفص الإتهام السوري الروسي المدعم بالدلائل المادية القاطعة على عدم رغبة الولايات المتحدة لحل القضية السورية سياسياً؟
هذه التساؤلات وغيرها نطرحها على الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ أحمد صوان
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم