الجزائر — سبوتنيك
وأكد وزير الخارجية الليبي خلال مؤتمر صحفي مع الوزير الجزائري للشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل على "حرص السلطات الليبية على الاستفادة من التجربة الجزائرية في مجال المصالحة الوطنية، مشددا على أن الجزائر دولة فاعلة في المنطقة ولها دورها الفعال في دعم الحل السياسي للأزمة الليبية".
وأوضح سيالة أن "ما يعيق المصالحة الوطنية في ليبيا هي التدخلات الأجنبية المعلنة وغير المعلنة"، معتبرا أن "الدبلوماسية الليبية في الوقت الراهن تعمل على إقناع الآخرين بأن يتركوا الليبيين يقررون مستقبلهم بأنفسهم".
وأشاد في هذا السياق بالموقف الجزائري مما يحدث في ليبيا، موضحا أنه "موقف قائم على احترام رغبة الشعب الليبي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا وتقديم الدعم للسلطات الشرعية بها".
وبخصوص اجتماع باريس حول الأزمة الليبية الذي غاب عنه العديد من الأطراف المعنية بالأزمة الليبية قال وزير الخارجية الليبي إن "هذا الاجتماع جاء بمبادرة فرنسية وأن الحكومة الفرنسية هي من استدعت المشاركين في هذا الاجتماع"، مضيفا أن مسار التعاون بين الحكومة الليبية وشركائها الإقلميين لن يتأثر".
وفي سياق متصل دعا الوزير الليبي المجتمع الدولي إلى "الضغط على الأطراف المعرقلة لمسار الحل السياسي في ليبيا ودفعها إلى التفاعل بشكل إيجابي مع الجهود التي يبذلها المجلس الرئاسي الليبي وحكومة الوفاق الوطني في هذا السياق".
وجدد سيالة أن "الاتفاق السياسي هو قاعدة الحل للأزمة في ليبيا"، مشددا على أن بلاده ترفض أي إعادة للتفاوض حول الاتفاق السياسي الذي يحظى بإجماع دولي بما في ذلك الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية لأن ذلك سيعمل على "عرقلة مسار التسوية السلمية للأزمة".
ميدانيا وفيما يتعلق بعملية "البنيان المرصوص" التي أطلقها المجلس الرئاسي الليبي للقضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي في البلاد أكد المسؤول الليبي على أن "هذه العملية هي عملية ليبية بحتة تقوم بها ليبيا نيابة عن المجموعة الدولية بكاملها على اعتبار أنها تتعلق بارهاب دولي عابر للحدود".
وأكد أن العملية "تقدمت كثيرا" وأنها تنحصر حاليا في منطقة محدودة بمدينة سرت، موضحا أن "التباطؤ في تنفيذ هذه العملية يعود لعامل "أمني" ورغبة في تفادي خسائر بشيرة أخرى بين المدنيين الذين يحتجزهم التنظيم، خاصة مع بلوغ الضحايا أكثر من 500 قتيل و1500 جريح".
وجدير بالذكر أن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج بدأ اليوم بزيارة للجزائر تستغرق يومين يبحث خلالها مع المسؤولين الجزائريين الوضع في ليبيا تمهيدا لاجتماع دول جوار ليبيا في دولة النيجر.