وأضاف يوسف، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، أن هذا النظام — في حال اتجاه الحكومة المصرية إلى تطبيقه على السفن والدول والشركات التي تمر في قناة السويس- سوف تكون له فوائد عظيمة، أبرزها أن الحكومة ستتمكن من توفير أموال كافية لاستكمال سلسلة المشاريع حول القناة، وتقديم خدمات أفضل.
وتابع "بهذه الطريقة يمكن لمصر أن تطور المشاريع وتستكملها، وبالتالي توسع قاعدة المتعاملين معها، على أساس أنها ستقدم لهم خدمات أعلى، وبالتالي أيضاً سيزيد عدد المتعاملين، ما يعود على الاقتصاد المصري بالنفع خلال سنوات قليلة، ويحقق أرباحاً عالية بالنسبة لهيئة قناة السويس".
وعن إمكانية حدوث أزمة مالية في المستقبل، قال يوسف إن هذه الأزمة قد تحدث في حالة واحدة، إذا تحولت قناة السويس إلى مجرد ممر مائي يدفع رواده لكي يجتازوه، دون الحصول على خدمات مميزة، تؤدي إلى اعتماد الدول بشكل كامل عليها، وليس اللجوء إلى حلول أخرى، كالتي طرحتها إسرائيل قريباً، بشأن عزمها شق طريق بحري ينافس قناة السويس.
وأوضح الخبير المتخصص في اقتصاديات الدول والمؤسسات العالمية أن الحكومة المصرية بإمكانها الاعتماد على ما يشبه "الاشتراكات"، فتكون شركات الشحن الكبرى "زبونا دائما" لدى قناة السويس، تدفع مرة واحدة مبلغاً مجمعاً، وبعدها تنتفع بالقناة لعدة سنوات، يمكن أن تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات، وهي فترة معقولة، يمكن تطوير الخدمات خلالها، لجذب مزيد من الشركات العالمية، والدول أيضا.
ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن التطوير الدائم في قناة السويس، هو ما سيجعلها رائدة بالفعل دون أي منافسة على مستوى العالم، ولكن الاعتماد على هذه الأموال كدعم لمرافق الدولة الأخرى دون الاهتمام بالقناة، سوف تكون له عواقب وخيمة، وربما لا تتمكن مصر بسببها من الالتزام بالتعهدات التي ستتضمنها عقود الاشتراكات، لذلك فالأفضل أن تخصص حصة كبيرة منها للقناة وتطويرها فقط.
وكانت شركة "ميرسك لاين" الدنماركية للشحن، قالت إنها تدرس حاليا المقترحات المقدمة من هيئة قناة السويس المصرية لنظام جديد لسداد رسوم العبور يشمل الدفع المقدم لعدة سنوات.
وقال المتحدث باسم الشركة التابعة لمجموعة "إيه بي مولر ميرسك" الدنماركية للخدمات اللوجستية، إن مصر اقترحت نظاما جديدا للسداد وعرض عليهم، وهم الآن بصدد دراسته.
وكان رئيس هيئة قناة السويس مهاب مميش، قد قال سابقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن الهيئة تهدف لتحصيل رسوم المرور عبر القناة مقدما لمدة تصل إلى 3 — 5 أعوام.