لاحت المزارات من كل صوب: من مصر، التي وُصِفت بكونها "تعجُّ بالروائح السيئة والباعة الجائلين العدوانيين"، حتى أمريكا، إذ قال أحد زوراها إنَّ الناس هناك "مصطنعون"، والمتسوِّقون في متجر والمارت "مخيفون".
كانت مصر، رغم ثقافتها الغنية وجاذبية أهراماتها من أكثر المزارات التي ظهر اسمها في الموضوع على منتدى "Quora".
زعم أحدهم أنَّك "بمجرد هبوطك من الطائرة تشم رائحة القمامة المختلطة بالسخام في كل شيء على الفور". مضيفاً أنَّ "العملة المحلية التي اشتريتها في المطار كانت تبدو مثل محرمة مجعَّدة قذرة، يميل لونها إلى الرمادي والوردي".
وأسفت أخرى لسلوك الباعة الجائلين قائلةً "يجذبونك بالقوة تقريباً من الشارع إلى داخل متاجرهم، و"يساعدونك" في ارتداء الأغراض، ممَّا يتضمَّن الكثير من الملامسة، لا يفهمون الرفض تماماً، ويلحّون بقوة".
وكان لأمريكا أيضاً نصيبها المعقول من شكاوى الزوار.
شكت زائرة قضت عطلتها هناك قائلةً: "كانت الأماكن التي زرتها (جميعها) ملوثة برائحة الحشيش، كان في كل مكانٍ حرفياً، في غرف الفندق، وعلى الشاطئ، وفي أماكن انتظار السيارات".
وتابعت قائلةً: "والود المصطنع في كل مكان، يبتسمون طالما تدفع لهم، ولكنَّهم يتحدَّثون عنك من وراء ظهرك، أخافني الناس أحياناً، كان التجوُّل في أنحاء متجر والمارت مرعباً جداً".
كانت لوكسمبورغ، وهي دولة أوروبية صغيرة متاخمة لفرنسا وألمانيا، دولة أخرى ذُكِرت بضع مرات.
أفاد أحدهم أنَّ "ما يفتقر إليه هذا المكان هو الحيوية، شعرنا بالملل، كانت نصف القطارات فارغة، وبدت المطاعم مملة، ولم يكُن الناس متجاوبين".
كتب آخر: "تحتل لوكسمبورغ المكانة الأولى، لقد عشتُ هناك عاماً، الطقس سي، والطعام سي، مواردها الوحيدة هي الناس والبنوك".
وقال آخر في تعليقٍ مشابه عن ليختنشتاين: "أعي أنَّ الناس هناك يتمتَّعون بدخلٍ مرتفع، وأسلوب حياة رائع، لدرجة يمكنهم فيها مسح دموع الملل بنقودهم".
ووافق آخرُ قائلاً: "هي عبارة عن مجموعة من المنازل الخالية للأغنياء، للحفاظ على محل الإقامة لأغراض تتعلَّق بالضرائب ومجموعة من سفن التنزُّه".
وحصلت سويسرا أيضاً على نصيب من الانتقادات، ربما لكونها شاعرية للغاية.
علَّق أحدهم قائلاً: "إنَّها بلد جميل، ولكنَّني أشعر دائماً عندما أكون هناك أنَّي أعاني من عقدة النقص، إنَّها مفرطة المثالية".
ووجَّه أحد المسافرين لكمةً إلى كندا، وإن كانت في الحقيقة مزحةً، فقال: "لم يوجد ما يكفي من الوجبات الضخمة التي تغلب عليها الأطعمة المقلية، لم يوجد ما يكفي من الأسلحة، وكان الناس مهذبون جداً (وكانوا يعتذرون باستمرار!!) وأصرُّوا على تقديم القهوة العربية، وأصبحت شديدة البرودة".
ذُكِرت تشيلي أكثر من مرة، بكونها أحد الأماكن التي يتحفَّظ الناس على زيارتها.
إذ كتب أحدهم: "إذا سرت في سوقٍ مزدحمة في سانتياغو، أو في أحد الأماكن الأثرية، يتمتم الناس، وإذا ركبت المترو يسود الصمت، حتى تستطيع أن تسمع صوت الإبرة إن سقطَت، وأخيراً، المشكلة الأخيرة هي الطعام، وعدم وجود المشروبات (الكحولية)".
"تماماً مثلما يكون الشخص اللطيف للغاية، ولكنَّه غير مستجيب عاطفياً شريكَ حياة سيئاً، أصابتني تشيلي بالملل حتى الموت، رغم مناظرها الطبيعية الجميلة وشعبها المهذب".
وقال سائح آخر الشيء نفسه عن مدينة فلاديفوستوك الروسية: "تتكوَّن كل معالم المدينة من آثار سوفييتية عديدة، وهو أمرٌ مرِحٌ بنفس قدر مرَح الجلوس على الأريكة ومراقبة الحائط".
أشار أحدهم إلى أنَّ رمضان قد أفسد رحلته إلى البحرين.
فكتب: "ظننتُ خطأً أنَّ هذا لن ينطبق على الأجانب، كنتُ مخطئاً، لم أستطِع تناول أي طعام أو شراب خارج المطار، ممَّا حرمني من إحدى المتع الرئيسية لزيارة بلدٍ جديد".
واشتكى عدة سياح من سائقي سيارات الأجرة الوقحين في أماكن كثيرة، منها بنما وجامايكا وباريس، وكتب أحدهم عن ماليزيا "طُرِدنا من سيارة أجرة لأنَّنا أغلقنا الصندوق الخلفي بسرعة شديدة".
أخيراً وليس آخراً، كان هناك مسافر ذو روحٍ منيعة كما يبدو، إذ قال إنَّه لا يستطيع أن يذكر مكاناً واحداً لا يودّ العودة إليه.
فكتب "كنتُ في تركيا منذ عامين، وشممتُ غازاً مسيلاً للدموع أطلقته الشرطة ليلتين متتاليتين".
"ولكنّ هذه كانت تجربة، ولم تنفِّرني من الذهاب ثانيةً"