وأضاف قصير "هذا العرض له رسالة متعددة الاتجاهات، رسالة للداخل اللبناني أن موضوع حزب الله في سوريا هو خارج النطاق الآن، وبالتالي رسالة إلى المسلحين في سوريا أن حزب الله أصبح قوة أساسية في الصراع في سوريا ويمتلك قدرات هائلة، ورسالة إلى إسرائيل أن حزب الله يطور سلاحه، وبالتالي رسالة ذات بعد دولي أن حزب الله وحلفاءه هم جاهزون لأي تطور ميداني أو سياسي في سوريا".
واعتبر أن هناك ردود فعل محلية ودولية محدودة حول العرض العسكري، وقال: "الأمريكان ركزوا على وجود أسلحة أمريكية في العرض، وأثار لديهم القلق من أين حصل حزب الله على أسلحة أمريكية الصنع".
أما في الداخل اللبناني، تم استيعاب هذا الأمر، وحزب الله يريد إرسال رسالة إلى الداخل اللبناني، ولكن من دون توتير الأجواء، هو مجرد أن يقول إن موضوع حزب الله خارج التفاوض، وبالتالي لم يترك العرض العسكري انعكاسات خطيرة على الوضع الداخلي اللبناني خصوصا أن اللبنانيين مشغولون بتشكيل الحكومة أكثر من انشغالهم في ما يجري في سوريا.
وفي هذا السياق، قال نائب الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم إن "العرض العسكري في القصير هو رسالة واضحة وصريحة للجميع ولا تحتاج لتوضيحات وتفسيرات لأن أي تفسير سيؤدي إلى إنهاء دلالاتها وعلى كل جهة أن تقرأها كما هي".
وأضاف: نحن موجودون في سوريا ولا نحتاج لتفسير أو تبرير، ونحن إلى جانب الجيش السوري والدولة السورية، ولولا تدخلنا في سوريا لدخل الإرهابيون إلى كل المناطق اللبنانية، وموضوع تدخلنا في سوريا لم يعد موضوع نقاش حاليا بين الأوساط اللبنانية.
وتابع قاسم إن "التنسيق بيننا وبين القيادة السورية عال جدا والاستعراض العسكري جزء من الممارسة الميدانية"، مشيراً إلى أنه "أصبح لدينا جيش مدرب ولم تعد المقاومة تعتمد على أسلوب حرب العصابات، وأصبحنا أكثر تسلحا وتدريبا وامتلكنا خبرات متطورة، وكل ذلك من أجل حماية لبنان ولمصلحة لبنان".
وأكد أن المقاومة لا تريد استثمار قوتها العسكرية في الصراع الداخلي اللبناني، وبالرغم من قوتها، فنحن نشارك في العمل السياسي والانتخابي مثل بقية الأطراف فنربح أو نخسر.
وكان حزب الله قد اقام عرضا عسكريا ضخما داخل سوريا في منطقة القصير في ريف حمص الجنوبي القريبة من الحدود السورية مع لبنان، ويعتبر هذا الحدث الأول من نوعه منذ مشاركة مئات المقاتلين من الحزب في القتال ضد التنظيمات الإرهابية قبل أكثر من 3 سنوات في سوريا.
العرض جاء في ذكرى "يوم الشهيد" وقد مثل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بصفته القائد الأعلى للمقاومة، رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين الذي تناول في كلمته مواضيع سياسية وعسكرية خاصة بما يتعلق بسوريا.
وقد شارك في العرض مئات المقاتلين من حزب الله، بالإضافة إلى آليات عسكرية ثقيلة بينها مدافع ميدانية وأخرى رشاشة مع سيارات تحمل قواذف ثقيلة.