فقد علّقت طالبات في استطلاع رأي جرى داخل الجامعة على سؤال عن كيفية التمييز بين شاب لبناني وسوري إذا صادفته الفتاة في الشارع، فأتت الإجابات باللغة الفرنسية بأنّ "القيم والتربية مختلفة لذلك لن يصل السوري واللبنانية إلى نقاط مشتركة"، فيما قالت أخرى إنّ السوري يحمل حملاً كبيرا ولا أعرف إذا كنت أستطيع حمله معه، ورفضت بعض الطالبات مواعدة سوري لأنّ "الثقافة مختلفة".
وقد اجتاح الفيديو وسائل التواصل الاجتماعي، إذ اعترض عدد كبير من السوريين على ما وصفوه بالعنصرية، فيما وافقهم لبنانيون على رفض هكذا إجابات، أما البعض فدافعوا عن الجامعة التي أوضحت في بيان أن الموضوع طُرح داخل الجامعة بقوّة على مواقع التواصل الاجتماعي في تسليط الضوء على موضوع ساخن.
وقال سامي مجاعص وهو أستاذ في جامعة "ألبا"، في توضيح نشره على "فيسبوك"، إن "الفيديو الذي تم تداوله بكثرة، والذي اتُهمت فيه الفتيات بالعنصرية ليس إلاّ مشروعاً طلابياً يقوم به الطلاب وهو يشرف عليه". وأضاف: "المشروع يهدف إلى تناول موضوع العنصرية المقنّعة في المجتمع اللبناني، ومدى تأثير موضوع حسّاس على مواقع التواصل الاجتماعي".
ولفت إلى أن المشروع ينقسم إلى جزأين: الجزء الأول، نشر فيديو يظهر إجابات عنصرية. والجزء الثاني، يتم نشره لاحقاً، يظهر إجابات مغايرة. وأكد أن "الطالبات قَمن بتمثيل الدور، وما ظهر في الفيديو لا يعكس وجهات نظرهن"، معتذرا من كل من تأذّى من الفيديو.
وتعليقا على الفيديو، قال الصحافي محمد النمر: "ما بتظهري مع سوري يا عمري، اللبنانيات يجلسوا يوميا أمام شاشات التلفزة، وبيتمنوا يخرجوا مع تيم حسن وقصي خولي وباسل خياط ومكسيم خليل".
واستخدم ناشطون على "فيسبوك" و"تويتر" هاشتاغ #مابضهر_مع_سوري للتعبير عن رفضهم لما نُشر، فكتب الشاب السوري حسين مراد: "عأساس قاتلين حالنا…فراس الحمزاوي برد عليكي وعليها"، فيما كتب "سعد": "ليش الزعل؟ بنت بلدك أولى بك ".
وقال "حذافة": "يعني كيف معتبرة ثقافتك فينيقية وبنفس ذات الوقت عم تحكي فرنسي، شو دخل الفرنسي بالحضارة الفينيقية؟". وسخر "عامر" قائلاً: "بتعرف ليش ريكي مارتن تزوج سوري؟ لأن اللبنانية قالت #ما_بضهر_مع_سوري". ووافقته "نوال" بالقول: "بيقولوا الصبايا اللبنانية ما بضهر مع سوري…ع شو شايفة حالك إذا ريكي مارتن ضهر مع سوري!".
بيقولوا الصبايا اللبنانية ما بضهر مع سوري…ع شو شايفة حالك
إذا ريكي مارتن ضهر مع سوري…مينك انتي اه
كذلك، نشر ثنائي فرنسي — سوري صورةً لهما ولفتا إلى أنّ الحب لا يتوقّف عند حدود.
توازياً، تداول سوريون شريطا مصوّرا لشابٍ سوري يردّ بقوّة على اللبنانيات، ويشير إلى أن السوري يجول أوروبا و"البنت السورية معبية عينو".
وبعد استمرار الجدل، بالرغم من توضيح الجامعة، عادَت لتجدّد التأكيد عبر "فيسبوك" أن الفيديو كان جزءًا من مشروع أكاديمي، واستنكرت الجامعة أي مضمون عنصري، سياسي أو ديني وستتخذ الإجراءات المناسبة بحق المخالفين".
المصدر: وكالات