فبعد معركة هي الأعنف منذ بدء عملية حلب كانت لوحدات الاقتحام فيها الدور الأبرز، كما يعد التمهيد الناري الكثيف من مختلف صنوف الأسلحة أحد عوامل النجاح التي أسهمت في تحطيم مقرات النصرة المعقدة في المنطقة القديمة والمكتظة بالأبنية الإسمنتية المرتفعة والمحصنة.
واقتحمت وحدات خاصة من الجيش السوري والحلفاء فجر اليوم عددا من الأحياء داخل المساحات المتبقية لجبهة "النصرة" وتمكنت من كسب محور كامل يصل من الشيخ سعيد جنوب شرق المدينة، مروراً بمناطق الشحادين، كرم الأفندي، كرم الدعدع ووصولاً بحي الصالحين الذي بات منطلقاً للعمليات السريعة القادمة التي تنهي وجود المسلحين من كامل الأحياء الشرقية.
وأكد المصدر أن الجيش السوري والحلفاء تمكنوا من قتل العشرات من عناصر حركتي ("النصرة" و"الذنكي") منهم قناصين تمترسوا في الأبنية المرتفعة داخل حي "الشيخ سعيد" وحاولوا إيقاف تقدم المشاة، كما دمرت لهم عدد من المرابط المحصنة وضع عليها أسلحة متوسطة ومدافع هاون مما دفع المتبقين للفرار باتجاه الكلاسة وبستان القصر وسوق الهال وسط انهيار كبير في معنوياتهم، وتقوم حالياُ وحدات الهندسة بانتزاع العبوات الناسفة والألغام التي وزعها عناصر "النصرة" على مداخل الحي وبين المباني السكنية.
وحول الوجهة القادمة للعمليات العسكرية بين المصدر أن الجيش السوري أنجز معظم أهدافه ولم يتبق سوى 5 كيلومترات حتى ينهي كامل المعارك داخل المدينة ويعلنها آمنة فالعمليات لن تتوقف وهي مستمرة بزخم عال وتجري استعدادت سريعة لجنود المشاة للتقدم بعمق المدينة القديمة انطلاقا من باب المقام والفردوس وقلعة الشريف نحو الكلاسة وبستان القصر آخر معاقل المسلحين فالمرحلة دقيقة وهي تحتاج لصبر وتكتيك عال حفاظاً على أرواح المدنيين الذين منعتهم "النصرة" من الخروج رغم الهدن التي منحتها الحكومة السورية والشركاء لهم فهي تتعنت بهدف وضعهم دروعا بشرية لكسب التأييد الدولي ووقف العمليات ولكن الهدوء والحنكة التي يتمتع بها القادة العسكريون وقدرتهم على القيام بأعمال دقيقة وقضم تدريجي ينهي المعركة بدقة.
ويشار إلى أن حشودا عسكرية كبيرة من المتوقع خروجها من مدينة "حلب" بعد تحريرها للتوجه بها نحو الصحراء السورية التي تتعرض لهجوم عنيف من الآلاف من عناصر تنظيم "داعش" والذين تمكنوا من السيطرة على مناطق حيوية وهامة منها حقول نفطية إضافة لمدينة تدمر.