ولكن يجري التنسيق على إخراج المدنيين والمسلحين منها في ليلة دراماتيكية أسفرت مجرياتها، أمس، عن تحرير كافة الأحياء وتحويل المدينة إلى بقعة جغرافية خالية من المسلحين ومن أفعالهم الوحشية، وغدا المدنيون في أسعد أيامهم، فهم لطالما انتظروا هذا اليوم بفارغ الصبر.
وبدأت مراسم الاحتفالات داخل مدينة حلب، حيث شهدت، مساء أمس، مسيرات سيارة وخروج الآلاف من المدنيين للشوارع للتعبير عن فرحهم بانتصار المدينة ورحيل الإرهاب عنها بعد خمس سنوات من التهجير والحصار، عانى فيها الجميع القهر. فالذين هربوا خارج المدينة شردوا في مخيمات اللجوء، ومن تبقى منهم داخلها دفعوا أثمان باهظة من أفعال مسلحي "النصرة".
وبدت شوارع مدينة حلب القديمة عقب تحريرها خالية من المسلحين ومدمرة بشكل جزئي، حيث تعرضت الأسواق الأثرية والتاريخية لتصدع واضح طال محالها التجارية وأسقفها المتهالكة، بينما مازالت بعض المنازل على حالها وهي تحتاج لتأهيل سريع لكي تصبح جاهزة لاستقبال أصحابها المهجرين. وتعتبر أحياء الشعار والقاطرجي شارع بهرام باشا _الوكيلية _ سوق الصوف _الجامع الأموي إحداها، فيما طال الخراب ساحة المسجد الأموي المعلم الأهم في المدينة من حيث الحقبة التاريخية التي يمثلها. كما دمر المسلحون بعض مآذنه وسرقوا ممتلكاته بما فيها المكتبة المليئة بالمخطوطات الإسلامية.
ويذكر أن فرق الهندسة السورية والروسية باشرت على الفور في عمليات التمشيط لنزع الألغام والعبوات الناسفة تمهيداً لعودة المدنيين إلى تلك المناطق.