وتضم هذه القوة النسوية نساء موصليات قويات شجاعات تواصلن من مختلف العالم، أغلبهن في خط التماس الأول لموجهة عنف "داعش" وأثاره على النازحات، وغيرهن اللواتي يصارعنَّ رعب الدواعش وأفعالهم الأشد همجية ووحشية داخل الموصل، شمال العراق.
وتحدثت الناطقة الإعلامية باسم الفريق، ندى يوسف، لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم الأربعاء، عن أهداف الفريق ومهامه في داخل نينوى ومركزها الموصل، وخارجها بين النازحين في المخيمات لدعم النساء، والتأهب لحياة بعد "داعش" حالما ينتهي وجوده بالحرب القائمة عليه.
ولخصت يوسف، وهي مترجمة تعمل أيضا مساعدة معلمة في مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة في الترويج للبلد الذي تقيم فيه، أهداف "نساء الموصل" بتسعة نقاط هي:
تشترك فتيات ونساء الفريق في كتابة الأهداف الخاصة بعملهن وكأنهن امرأة واحدة فتاكة في مواجهة كل الأذى والتهميش الذي تتعرضن له، وقد تواجه نساء الموصل في مقارعة الإرهاب المتمثل بـ"داعش"، ضمن الهدف الأول وهو الأهم للفريق.
وثانيا في مهام نساء الموصل، هو تسليط الضوء على دور المرأة الموصلية وموقفها تحت سلطة "داعش" وفي مخيمات النزوح التي تشهد معاناة بسبب البرد القارص ونقص الغذاء والدواء مع اكتظاظ الخيام بالهاربين من وحشية الدواعش.
ويسلط الفريق النسوي، في الهدف الثالث، الضوء على أهمية دور المرأة الموصلية في مستقبل الموصل ما بعد "داعش"، الذي يواجه أيامه الأخيرة في معركة تخوضها القوات العراقية ببسالة انطلقت بها في 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بمشاركة المقاتلين من أبناء العشائر والأقليات والبيشمركة الكردية وبدعم من التحالف الدولي ضد الإرهاب.
ومن المحدد أن تقوم نساء الفريق، ضمن الهدف الرابع، رؤية نسوية عن أوضاع الموصل الحالية والحرب على "داعش" الذي استولى على نينوى ومركزها، في منتصف عام 2014.
وتسير نساء الموصل في الفريق، بواقع المرأة نحو التميز وإعادة التوازن من خلال وضع الأهداف والتوازن في العمل والحياة الخاصة وكذلك التوازن بين العقل والعاطفة، في هدفهن الخامس.
وتسعى نساء الموصل، وفق الهدف السادس، أن تجعل المرأة الموصلية، طموحة ولها حق المشاركة في العمل السياسي والاجتماعي والثقافي والتخلي عن النموذج الخاطئ الذي لا علاقة له بالإسلام.
وتبذل النساء في الفريق جهودها إلى أن تغرس في كل امرأة موصلية، السبيل لكي تكون امرأة ناجحة، سابعا ً. وثامناً، إبراز الشخصيات الموصلية النسوية اللواتي لهن دور فعال في المجتمع الموصلي بالذات.
ويعمل الفريق النسوي على طرح الحلول وإيجادها لكل ما ذُكِر آنفاً، بالهدف الأخير والتاسع، مثلما ذكرت ندى يوسف في تصريحها لنا.
واللافت أن الفريق النسوي هذا، شُكل بجهود لمؤرخ عين الموصل الذي ساهم بشكل كبير وفعال لإيصال حقيقة للرأي العام وعالم الإنترنيت في صفحة موثقة في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عما يجري من جرائم يرتكبها تنظيم "داعش" بحق المدنيين المحاصرين تحت سطوته في نينوى ومركزها الموصل، وبشائر انتصارات القوات العراقية لتحرير المحافظة شمالي بغداد.
وأخبر المؤرخ، مراسلتنا في العراق، عن الفريق "نساء الموصل" بأنه يضم موصليات شجاعات بارزات، اثنتين منهن في الميدان لتفقد أحوال النازحات والهاربات من هيمنة تنظيم "داعش"، في المخيمات قرب نينوى.
وأكد المؤرخ عن عضو من الفريق تتواجد داخل الموصل حاليا، أي في منطقة تحت سيطرة "داعش"، متحدية الخوف والرعب والتهديد بالموت المحيط بها باعتبار الدواعش يصفون كل من يسرب معلومة أو يتواصل مع جهات تعمل بالضد منه.
وهناك طبيبة، وأخرى أستاذة جامعية، ومترجمة التي هي ندى المتحدثة لنا هنا، وأخريات معلمات وناشطات مدنيات تتراوح مهامهن بين إيصال المساعدات والمواد الغذائية والدواء ليس فقط للنازحات وإنما لكل من استطاع النجاة من وحشية "داعش" والهرب منه إلى بر الأمان.
الجدير بالذكر، أن تنظيم "داعش" الإرهابي فرض عقوبات وأوامر صارمة على النساء في الموصل، منذ اليوم الأول لاستيلائه عليها في منتصف عام 2014، بإجبارهن على ارتداء الخمار وسلب حرياتهن الشخصية، بالإضافة إلى حرمانهن من إتمام الدراسة في مراحلها كافة للصغيرات من الابتدائية وصولا إلى الجامعات التي أغلقت بسبب الفكر المتطرف والجاهل الذي يحمله الدواعش.
وتشهد الموصل مركز نينوى المحافظة الأقدم في تاريخ الإنسان العراقي، تقدماً للقوات العراقية للقضاء على تنظيم "داعش"، وإنقاذ المدنيين الذين يستخدمهم الدواعش كدروع بشرية في صد ضربات الطيران العراقي وطيران التحالف الدولي ضد الإرهاب.