دارت العديد من التساؤلات حول كيفية تحول فراشات كاليما بالكامل بدءاً من أوردتها وحتى البقع الصفراء الصغيرة على أجنحتها إلى اللون البني الذي يتماثل للغاية مع أوراق الأشجار الميتة.
في عام 1800، قام عالم الطبيعيات ألفريد راسل والاس"Alfred Russel Wallace " بجمع نماذج من فراشات كاليما من الجنوب الشرقي لأسيا، وبالاعتماد على نظرية داروين في الارتقاء الطبيعي، توصل إلى أن هذه الفراشات مرت بعدة مراحل من التطور التدريجي حتى وصلت في النهاية إلى هذه الشكل من التخفي مثل أوراق الشجر الميتة وذلك للاختباء من الطيور الجائعة.
وعلى صعيد آخر، هناك بعض العلماء الآخرين الذين يعرضون تفسيرات بديلة. ففي عام 1940، نجد أن ريتشارد جولدشميدت"Richard Goldschmidt" — الاختصاصي الأمريكي بعلم الوراثة — يرى أن هذا التطور حدث فجأة ودون المرور بمراحل تغييرات وسطية وهو ما يوصف بنظرية تدعى (الوحش المتـأمل).
والآن توصل فريق من العلماء اليابانيين إلى أن فراشات الكاليما مرت على الأقل بأربعة مراحل من التطور حتى توصلت لشكل التخفي الحالي كأوراق الشجر الميتة، حيث قام الفريق بتحديد تغييرات صغيرة على العلامات الموجودة على الجانب السفلي من أجنحة فراشات الكاليما على مدار السنين لتحليلها لتساعدهم في التوصل إلى الدليل الأول على تطور هذا الشكل من التخفي.
وبذلك أصبح بإمكان العلماء الذين توصلوا لتفسير تطور أجنحة فراشات الكاليما بالاعتماد على نظرية داروين أن يتوصلوا لطريقة لإثبات صحة نظريتهم.
وأشار العلماء إلى أنه على الرغم من اعتمادهم على نظرية داروين، إلا أنهم لا يستطيعون إثباتها كلياً، ذلك يرجع لأنهم استخدموا تكنولوجيا متطورة للغاية عن تلك المستخدمة في إثبات نظرية داروين.
في المعتاد، من المفترض أن تطور أشكال التخفي لدى الفراشات يؤدي أيضاً إلى تغييرات في الحمض النووي للفراشات. و قد توصل العلماء إلى أن هذه الفراشات تتحول لهذا الشكل من التخفي من خلال خطوات صغيرة. ففي البداية تبدأ الفراشات بالتحول إلى المظهر الشفاف فتأخذ شكل خلفية المكان الذي تقف فيه، مما يبعد عنها نظر المعتدين ثم تتحول بعد ذلك لشكل ورقة الشجر الميتة.
وبالتالي نجد أن استخدام طريقة تحليل نمط جناح الفراشات في العديد من الدراسات الجديدة من الممكن أن تساهم في فهم تطور عملية تخفي كثير من الحشرات في المستقبل.
