وإليكم نص الحوار.
سبوتنيك: بداية ما هي التحديات التي تواجهها مدينة حلب بعد انتصار الجيش السوري وتحريرها من أيدي المسلحين؟
خلف المفتاح: التحديات كبيرة وأولاها كيفية إعادة المرافق العامة إلى الخدمة وإعادة العمران التي تركها أهلها بعد أن تركوها بسبب تواجد المسلحين فيها. أيضا الحفاظ على أمن المدينة وهذا لا يتم إلا من خلال عدم وجود أي مظاهر مسلحة سواء كانت ظاهرة أو مختبئة، وهذا يحتاج إلى جهد أمني. وهذا قد يحدث من خلال تخطيط المسلحين الذين طردوا من المدينة. لذلك لا بد من تأمين حلب من كل الجهات لتأمين أهلها. ولا بد من تسوية أوضاع من كان لهم ظروف معينة حتى يكون هناك تناغم وانسجام اجتماعي، لأنهم حاولوا أن يفصلوا بين مكوناتها.
سبوتنيك: ما الخطة التي أعدتها الحكومة السورية لإعادة إعمار المناطق المحررة؟ وما الدول، برأيك، التي ستساعد في هذه الخطة؟
لا يمكن لنا أن نبدأ بخطوة استراتيجية إلا بعد أن نأمن أن الإرهاب قد انتهى، فدائما هناك حالة خطر، فلا بد حتى تطمئن الناس وتعمل الحكومة بواجباتها لا بد أن تتأكد أن خطر الإرهاب قد زال، وهذا يحتاج إلى إرادة دولية بالتنسيق مع الأصدقاء في روسيا وإيران، لتواجد الإرهابيين في مناطق شمال سوريا. هذا الأمر يحتاج إلى أموال طائلة لإعادة البناء التي لن تتم بواسطة من دمر سوريا، بل بالأصدقاء الذين تعاونوا مع الدولة السورية لمحاربة الإرهاب، مثل روسيا وإيران والصين
سبوتنيك: إلى أي مدى تنجح الجهود الدولية في إتمام التنسيق من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية، وإجراء مفاوضات في أستانا بين الأطراف المعنية للخروج بنتائج، يعود بها الاستقرار السياسي إلى سوريا؟
خلف المفتاح: لابد لنا إطفاء الحريق حتى نقوم بإصلاح البيت، عندما نقضي على الإرهاب يصبح البيت السوري قابل للحوار العميق والصادق والجدي، وهذه مسألة أولية. ويجب أن تتوفر إرادة سياسية بالحل من الدول المنخرطة في الحرب على سوريا لا سيما أمريكا والسعودية وقطر. النجاح في حلب قد ساهم في إسقاط الورقة العسكرية، ما يعني أن هذه الدول ربما تضطر أن تكون جادة في الدفع بالحل السياسي. اليوم بعد انتصار حلب ستبرز معارضة خطابها سيكون واقعيا، لأنه في السابق كان العامل العسكري هو من يتحدث ويتحكم في الساحة، لكن بعد حلب قد تتغير خيارات المعارضة. وقد قدم الرئيس بشار الأسد رؤية للحل بداية من القضاء على الإرهاب وترتيب البيت السوري بمشاركة المعارضة، شرط أن تكون العوامل الضاغطة داخلية وليست خارجية.
سبوتنيك: الفنان السوري المعارض جمال سليمان أكد أن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد على رأس السلطة في البلاد لا يعتمد على رغبة المعارضة في بقائه أو رحيله، بل بما تستوجبه المصلحة الوطنية. كيف ترى هذا التغير في فكرة المعارضة التي طالما طالبت برحيل الرئيس الأسد؟
خلف المفتاح: لا يعنينا هذا الكلام لأن هؤلاء مرتبطون بأجندات خارجية. المعارضة كالسلطة تستمد شرعيتها من الشعب. موضوع الرئاسة موضوع داخلي ولا يتحكم فيه إلا السوريون أنفسهم. الرئيس جاء بانتخابات شرعية بنسبة 98 %. المعارضة لا بد أن تخرج من الشعب وليس بأجندات خارجية. يجب أن يجتمع السوريون في دمشق أولا ثم نبني الوطن جميعا بمشاركة سورية ومساعدة الأصدقاء.
سبوتنيك: من الجهة الأخرى لا تزال واشنطن مستمرة في دعمها للنصرة والمسلحين، كان آخرها سماح أمريكا بتزويد المعارضة المسلحة بصواريخ مضادة للطائرات؛ ما أدى إلى تأكيد الخارجية الروسية أن إدارة واشنطن الحالية مستعدة في سبيل تغيير السلطة في دمشق لمساعدة أي قوة مدمرة وتخريبية. لماذا هذه الغطرسة الأمريكية حتى بعد الانتصارات المتتالية للجيش العربي السوري؟
خلف المفتاح: هم لا يرغبون بحل سياسي. أمريكا لم تتدخل في سوريا من أجل الإصلاح، كان هدفها أن يسقط النظام السياسي في سوريا وأن تأتي حكومة تتوافق مع السياسة الأمريكية وتلبي متطلبات إسرائيل، وهذه هي المشكلة لديهم أن تكون سوريا تابعة لهم. هم لا يريدون التوافق السياسي، لو كانوا يرغبون في الحل السياسي ما قاموا بدعم المعارضات وهذه الأذرع المسلحة. ولا يوجد شيء في العالم يسمى معارضة مسلحة كل المعارضات تكون سياسية. الإدارة الأمريكية الحالية تريد عرقلة إدارة ترامب الذي تحدث عن محاربة الإرهاب من أجل تغيير مواقفه التي وإن صدق قد يقف مع سوريا وهذا مالا تريده جماعات المصالح في العالم واللوبيات المعروفة.
اجرى الحوار: عبدالله حميد