وإلى نص الحوار:
سبوتنيك: بداية سنة جديدة تمر على فلسطين تحمل ربما آمالا متواصلة لأبناء الأرض المحتلة، ما هي أبرز الأمور التي تهم الفلسطينيين في العام 2017
شعث: أولا، حماية هذا الوطن من الاستيطان الإسرائيلي الذي يبتلع أرضنا وقدسنا ومقدساتنا، وبالتالي هناك قرار صدر من مجلس الأمن هذا الشهر يكرس قرارات عديدة اتخذتها الأسرة الدولية لحماية الشعب الفلسطيني من الاستيطان في بلادنا. ولذلك أمنيتنا الأولى أن يتمكن العالم من وقف هذا الاستيطان، مما يسمح حقيقة بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس، تعيش بأمان هي وشعبها وجيرانها. الأمنية الثانية، تتعلق بوضعنا الداخلي، نتمنى استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وتصبح فلسطين موحدة بشعبها في الضفة وغزة وكل أنحاء العالم.
سبوتنيك: أكثر المعوقات والأضرار تأتي ببناء المستوطنات الإسرائيلية، والتي صوتت ضد بنائها الأمم المتحدة الأسبوع الفائت. هل يستطيع المجتمع الدولي تحجيم أعمال إسرائيل العدوانية ضد أبناء الشعب الفلسطيني؟
شعث: هذا صحيح. المشروع الإسرائيلي أخطر ما فيه هو اعتقاد قادته أن من حقهم أخذ أرضنا بالقوة العسكرية وبالمصادرة وبإرهابهم. إذا استطعنا وقف هذا المشروع عندئذ سيتوقف العدوان على بلادنا
سبوتنيك: الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد استعداده للعمل مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لتحقيق السلام وفق حل الدولتين. كيف تنظرون إلى ترامب وما هو المتوقع من الإدارة الجديدة إزاء القضية الفلسطينية؟
شعث: أنا أراهن أن العالم كله لا يستطيع التنبؤ بما يريد أن يقوم به ترامب، فهو ضد المؤسسة الأمريكية الذي هزمها متمثلة في هيلاري كلينتون. ومن الصعب التنبؤ بسياسة ترامب. هناك تصريحات مزعجة، منها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وهذا مخالف للموقف الأمريكي للقادة في واشنطن. لم تعد أميركا مالكة هذا العالم وحاكمته وحدها، الآن هناك قوى مثل روسيا ودول في أوروبا كفرنسا وبريطانيا وألمانيا وهناك الصين، إذا لا يستطيع ترامب وحده تحديد مصير العالم أو مصير قضيتنا، لكن يجب علينا الحفاظ على علاقاتنا الدولية، وأن يستعد شعبنا ويتوحد حتى نستطيع أن نحصل على حقوقنا.
سبوتنيك: إلى أي مدى يحقق المؤتمر الدولي للسلام الذي سيعقد في باريس، منتصف شهر يناير/كانون الثاني، القادم مطالب الفلسطينيين، وما هي أبرز النتائج التي ربما تنتج عنه؟
شعث: هذا المؤتمر حتى الآن ليس له أنياب وقدرة على الضغط على إسرائيل التي ترفض هذا المؤتمر. سيكون هذا المؤتمر لطرح رؤية الدول بما يمكن لعملية السلام أن تنتجه. لكن دون الضغط على إسرائيل لكي تأتي للمؤتمر وتحترم قراراته وتلتزم بالشرعية الدولية، بدون هذا سيكون المؤتمر منبرا جديدا للتعبير عن الرأي العام المطالب بالسلام في الشرق الأوسط القائم على ما يسمى نظام الدوليتين أي على إنهاء الاحتلال لبلادنا. نحن نؤيد هذا المؤتمر لكن حتى الآن لا يوجد وعد حقيقي بإنجاحه، لكن يجب اتخاذ قرار قوي إن لم تحضر إسرائيل مثلا أن يعترف الجميع بالدولة الفلسطينية. إسرائيل لا تريد عملية سلام هي تريد أن تستمر في سرقتها لأرضنا.
سبوتنيك: صحيفة هآرتس نقلت عن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، قوله: "إن هدف الدعوة الفرنسية هو الإضرار بإسرائيل، لأن توقيت المؤتمر في 15 يناير يأتي قبل أربعة أيام فقط من انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وقبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية في فرنسا. كيف تقرأ هذا التصريح في هذا الوقت؟
شعث: هذا الرجل لص. وهو يرى أي محاولة لوقف ذلك تضر بما يراه هو في مصلحة إسرائيل. أعضاء المؤتمر يرون أن مصلحة إسرائيل تكمن في السلام مع الفلسطينيين وبالتالي مع المنطقة، وهو لا يرى ذلك، إلا بسرقة الأرض.
سبوتنيك: في ظل هذه التطورات في القضية الفلسطينية نرى تطورات الخلاف في الداخل الفلسطيني، بين فتح وحماس، وأيضا في فتح نفسها. شجار بين مؤيدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادي محمد دحلان في مدينة غزة، في احتفالات مرور 52 عاما على الثورة الفلسطينية. إلى متى هذا الصراع الذي من شأنه أن يفكك الفلسطينيين ويضر قضيتهم؟
شعث: لا تريد أي قيادة فلسطينية عاقلة أن تفتت الإطار الفلسطيني ووحدته. هذا الموضوع حدث منذ فترة والإشكالية الآن كيف ننهيه؟ لكي ننهي غياب الوحدة الفلسطينية، يجب المضي قدما في المشروع المصري للسلام وهو الوحيد الذي حقق اتفاقية، هذه الاتفاقية لابد أن تنفذ ويتم تطويرها. الدور المصري مهم جدا لأنه سيعطي الحوافز لتطبيقه واستكماله وإرادة حقيقية من الفلسطينيين، خاصة أن هناك أمور يسهل حلها. أما في فتح، فكان هناك مؤتمر هذا الشهر لجمع الشمل. من انشق على الحركة له أمران، إما أن يعود إليها وعدم الاستقواء بأي طرف عربي أو دولي حتى يعود بالقوة. الأمر الآخر أن يشكل السيد دحلان حزبه الخاص وعندها يستطيع في إطار ديموقراطي ويرشح نفسه في أي انتخابات قادمة. هذا الأمر نستطيع به الوصول من خلاله لتوحيد كامل لحركة فتح.
أجرى الحوار: عبدالله حميد