وأفاد موقع "غرين إيريا" المختص في أخبار المناخ والحياة البرية، أن ما يطلق عليه الدب "السوري" البني عاد للظهور مجددا في لبنان، بعد ما يقرب من 60 عاما من آخر ظهور له في جبال لبنان.
ووصف الموقع الحدث، بأنه تاريخي وفريد ومميز بسبب توثيق ظهور الدب السوري فيها.
وأورد الموقع أنه حصل على نسخة من شريط الفيديو الذي يظهر الأم وابنها يتجولان في الجبال المغطاة بالثلوج، حيث تم التقاطه من قبل مجموعة من الشبان في 29 من كانون الأول/ ديسمبر الماضي من خلال منظار ليلي.
وقال الموقع أيضا إن أخبارا تداولها السكان حول ظهور الدب السوري في عام 2015، في منطقة جرود القلمون السورية، ولكن هذه المعلومات لم يتم التأكد منها من مصدر علمي رسمي.
وقال المدير التنفيذي لجمعية حماية الطبيعة في لبنان أسعد سرحال في حديثه للموقع، "إن عودة الدب السوري إلى لبنان، فيما لو تم تأكيده بشكل قاطع، هو حدث تاريخي ومؤشر إيجابي جدا، إذ إن اقرب نقطة يشاهد فيها هذا النوع من الدببة تبعد حوالي 500 كلم في تركيا."
وأضاف سرحال: "سلالة الدب البني المنتشرة في شرق البحر المتوسط تعرف بالسلالة السورية، ويفضل الدب العيش في المناطق الجبلية والغابات الكثيفة."
وحول عوامل ظهور هذا الدب في فترة العاصفة الثلجية التي ضربت لبنان في أواخر العام 2016، يقول مدير جمعية حماية الطبيعة، "إن هذا الدب على الأرجح كان يحاول الانتقال إلى منطقة آمنة، خصوصا أن الحدود اللبنانية السورية تشهد بشكل متقطع معارك نتيجة الحرب في سوريا."
وعن وجود جرو الدب مع أمه، قال سرحال: "فيما لو تم تأكيد هذا أيضا، فهذا يعني أنه ولد في ربيع العام 2016، أو العام الذي سبقه؛ لأن الأنثى لا ترعى صغارها لفترة تزيد عن العامين". ولفت أيضا إلى أنه "يمكن لأنثى الدب السوري أن تحمل عندما تبلغ ثلاث سنوات من العمر، وبعد التزاوج يستمر الحمل حوالي سبعة أشهر، وتلد خلال فصل الربيع اثنين من الصغار حيث ترعى الأم صغارها لمدة عام أو أكثر، وتكون شرسة في الدفاع عنها، ويمكن أن يصل عمر الدب ما بين 15 و30 عاما".
وختم المسؤول في حماية الطبيعة قوله في الحديث عن طعام الدب السوري قائلا: "هو يقتات على الأعشاب والجذور والحبوب والفاكهة والأسماك والحشرات والحيوانات البرية والداجنة، وأحيانا الجيف، كما يأكل الحمص خلال الربيع، إضافة إلى حبه للعسل والعنب بشكل كبير."