وأضاف أبو النور، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، أن ترامب لم يترك شيئا يثير الجدل إلا وتحدث فيه، وحديثه عن الجدار العازل بين أمريكا والمكسيك، ورفع الرسوم الجمركية على السلع المكسيكية ليس ببعيد، وكذا بالنسبة لـ"النافتا" وهي التكتل الاقتصادي الأقرب للولايات المتحدة الأمريكية، فما بالك بالتعامل مع الاتحاد الأوروبي وإعلانه التوافق مع بريطانيا، التي خرجت من الاتحاد الأوروبي، وروسيا التي تعتبرها الولايات المتحدة تهديدا لأمنها القومي، وفي أفضل الأحوال خصم استراتيجي…
وتابع فراج، يجب أن ننظر إلى هذا الأمر بأفق أوسع، وفي أفضل الأحوال فإن الولايات المتحدة تنظر لروسيا على أنها منافس استراتيجي، ومعروف عن أمريكا في نظرتها الاقتصادية لدول العالم، أنها لا تبالي بمصالح الدول الأخرى، ومن هنا فلا يمكن أن أتكهن بإقامة مشروع اقتصادي بين الجانبين يصل لدرجة التنسيق، وينبغي أن نتذكر أن "تعديل جاكسون"، الذي يمنع تصدير التكنولوجيا المتقدمة للاتحاد السوفييتي والذي طبق أيضاً على روسيا الاتحادية موجود منذ الستينيات، وفي أفضل أوقات التقارب في العقود الماضية لم يتم إلغاء التعديل.
وأشار إلى أن الحديث عن سيطرة الجانبين على نسب تتعدى نصف اقتصاد العالم، بعيدا عن الواقع وأكبر من إسهام الطرفين في الناتج العالمي، فمشاركة أمريكا في الناتج العالمي لا تتعدى 20 %، والمشاركة الروسية أقل من ذلك بكثير، وتتميز المشاركة الروسية بالتميز والتنوع في الاقتصاد العالمي، وإذا كان الرقم الذي طرح يعتمد وزن "البريكس"، والذي تمتلك فيه موسكو دورا قيادياً، يضم كل من الصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، أيضاً لن نصل لهذا الرقم، ولا يمكن أن يكون التقارب بين واشنطن وموسكو، منسحباً على دول بطبيعة بعضها تمثل منافساً، يصعب التقريب بينه وبين الولايات المتحدة، مثل الصين على سبيل المثال والمعروف أنها تمثل منافسا اقتصاديا كبيرا للولايات المتحدة ولديها فائض كبير في الميزان التجاري مع واشنطن، يمثل عنصر إزعاج للمسؤولين السياسيين والاقتصاديين.
واختتم فراج، بأن هذا الطرح غير واقعي، وأنه نوع من التفكير بالتمني، فترامب ومنذ لحظاته الأولى وجدنا أنه يتحدث عن مناطق "آمنة" في سوريا وبدون تنسيق مع موسكو، وهو الأمر الذي لو سارت فيه الولايات المتحدة بجدية يمكن أن يخلط كل أوراق التسوية السورية، التي تلعب فيها روسيا دوراً قيادياً بشكل واضح في الفترة الأخيرة..