ويعاني قطاع غزة منذ أكثر من 10 أعوام من أزمة شح الطاقة الكهربائية، حيث تصل ساعات انقطاع التيار إلى أكثر من 12 ساعة خلال اليوم في بعض مناطق القطاع.
مصفف الشعر رمضان عدوان ومساعدوه في صالون الحلاقة في مدينة رفح، يبدأون بتجهيز الزبون لتصفيف شعره بالنار بعد الانتهاء من الحلاقة، من خلال وضع حماية على الشعر والوجه واليدين والأذن، قبل بدء عدوان باستخدام بخاخ لنفث ألسنة اللهب بالقرب من شعر الزبون والبدء بتسريحه.
ويقول عدوان في حديث لـ"سبوتنيك"، إن الحلاقين في فلسطين تتوفر لديهم الخبرات اللازمة لتصفيف الشعر، لكنهم يعانون من نقص حاد في الآلات اللازمة لذلك، فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي الذي يعد أكبر الأزمات التي يعاني منها ممارسو هذه المهنة.
وأوضح عدوان، أنه ابتكر طريقة تصفيف الشعر بالنار لخلق بديل عن آلة تجفيف الشعر، التي لا تستطيع مولدات الكهرباء الصغيرة التي يستخدمها الحلاقون تشغيلها، في ظل انقطاع التيار الكهربائي لعدد كبير من الساعات.
وأكد أن "هذه الطريقة لا تشكل أي خطر على الزبون، كوننا نستخدم كل سبل الحماية للشعر والوجه قبل البدء بتصفيف الشعر بالنار"، مشيراً إلى أن كي الشعر يضيف ناحية جمالية بعد الانتهاء من الحلاقة، ولا يؤثر على شعر الزبون.
وأضاف: "تعلمت كي الشعر وتصفيفه بالنار بشكل فردي من خلال متابعة العديد من الطرق لذلك، وقمت بتطوير نفسي، وابتكرت فكرة نفث النار من خلال بخاخ، التي جربتها على شعر اصطناعي قبل البدء باستخدامها في صالون الحلاقة للزبائن".
وحذر عدوان الحلاقين والمتابعين من استخدام هذه الطريقة دون توافر الخبرة الكاملة لديهم، مؤكدًا أن "تقليد هذه الفكرة بدون خبرة وممارسة قد يؤدي إلى حرق الشعر أو الضرر بالشخص نفسه".
من جانبه قال الشاب محمد الفرا، إن "تجربة تصفيف الشعر بالنار كانت ممتعة جداً، والنتيجة النهائية لها كانت جميلة ولم تكن متوقعة".
وأشار "الفرا" في حديثه لـ"سبوتنيك"، إلى أنه شعر بالخوف قبل خوض التجربة، لكن الفضول دفعه لتجربتها، والتي حملت نتائج مرضية بشكل كبير له.
وفي ذات السياق أكد الشاب سالم أبو ريدة، أن كل فن أو ابتكار جديد يدفع الناس إلى تجربته، وهذا ما حدث مع فكرة تصفيف الشعر بالنار.
ولفت أبو ريدة، إلى أن "قدرة الشباب الغزي على الابتكار وخلق البدائل أوجدت الكثير من الأفكار الخلابة والمبدعة"، موضحاً أن تجربة تصفيف شعره بالنار كانت جميلة مع قليل من الخوف في البداية.