وكان البنتاغون قد أكد الجمعة، أن التحالف ضد "داعش" استهدف بغارة قرب الموصل هذا الأسبوع الجهادي الفرنسي رشيد قاسم الذي يعتبر ملهم العديد من الاعتداءات في فرنسا.
وأفادت وسائل إعلام فرنسية الجمعة أن قاسم قد يكون قتل في غارة شنها التحالف الدولي على الموصل.
ويشتبه بأن قاسم ألهم بصورة مباشرة إلى حد ما عملية قتل شرطي ورفيقته في 13 حزيران/ يونيو في مانيانفيل في إقليم إيفلين، وعملية ذبح كاهن داخل كنيسته في سانت إتيان دو روفري في إقليم سين ماريتيم (شمال) في 26 تموز/يوليو. كما يعتقد أنه وجه مجموعة النساء اللواتي اعتقلن في مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي بتهمة الضلوع في محاولة تفجير سيارة مفخخة بواسطة أسطوانات غاز في وسط باريس.
ولكن من هو ذلك الشاب الذي ظهر أكثر من مرة في تسجيلات لـ"داعش"، وهو يدعو إلى تنفيذ أعمال قتل عبر شبكة الرسائل القصيرة "تيليغرام" ويصف بالتفصيل أساليب التنفيذ والأهداف لا سيما الفرنسية.
قاسم يبلغ من العمر 29 عاماً، وغادر إلى فرنسا في 2012 للانضمام إلى تنظيم "داعش" الإرهابي في منطقة سيطرته بسورية والعراق، بحسب ما أكدت "رويترز".
#العراق | «غارة» تستهدف المتطرف الفرنسي رشيد قاسم بالعراقhttps://t.co/ZCqEdf5jUA pic.twitter.com/pUPMAQklyY
— صحيفة الشرق الأوسط (@aawsat_News) February 11, 2017
وفي تقرير مصور عنه على قناة "فرانس 2" الفرنسية في سبتمبر الماضي، أكد أحد أصدقاء طفولته حيث تربى في منطقة روان بالقرب من ليون، بحي سكني يعتبر "دقيقاً أو حساساً" إلى حد ما، أن الشاب تربى في كنف أمه، ولم يكن لديه تاريخ عنيف يذكر بل على الإطلاق.
التحق رشيد بعد المدرسة بمعهد فني، لكنه تركه في 2007 بعد شهر من التحاقه به. ونقل عنه في حينها أنه وكأنه يحمل سخطاً أو حقداً على المجتمع.
وخلال عمله في مركز اجتماعي لمدة سنتين، بدا بحسب ما نقل عنه أحد زملائه أنه أراد "تصفية حساباته" مع المجتمع.
اتجه رشيد في تلك الأثناء إلى موسيقى الراب، وأقام عدداً من الحفلات المتواضعة، كما كتب نصوصاً عنيفة، حتى إن إحدى أغنياته الفرنسية حملت عنوان "أنا إرهابي…".
في 2011 التقى رشيد بـ"سلفي" متشدد يحمل خطاباً متطرفاً بعد أن سافر إلى بلاده الأم الجزائر وعاد منها، وراح يتأثر بأفكاره فطرد عام 2012 من المركز الاجتماعي الذي كان يعمل به، ورحل من البلاد باتجاه سورية مع زوجته وأطفاله الثلاثة بحسب ما ذكر موقع Counterextremism المتخصص في أخبار المتطرفين والمجموعات الإرهابية.
ومن سورية دعى رشيد للتطرف عبر مواقع "فيسبوك" و"تيليغرام" وأنشأ غرفة محادثات على "تيليغرام" للتواصل مع المتطرفين من أجل تنفيذ عمليات إرهابية في فرنسا، وانتشرت "شعبيته" وذاع صيته.
كان آخر ظهور له في يوليو 2016 حيث ظهر في فيديو مصور يبجل هجوم نيس الإرهابي (حادث الدهس الذي نفذته شاحنة وراح ضحيته أكثر من 60 شخصاً في يوليو الماضي) وهاجم الدولة الفرنسية، قبل أن يقوم بذبح رجل اتهم بالتجسس لصالح التحالف الدولي.
وتعتقد السلطات الفرنسية أن رشيد كان المحرض والمجند في عدد من العمليات الإرهابية التي نفذت في الفترة الأخيرة من فرنسا منها قتل الكاهن في 2016، بالإضافة إلى قتل شرطي وزميلته في مانيفيل في 2016 أيضاً، وترجح بعض الأوساط الفرنسية أن تكون له علاقة بالشبان الثلاثة والفتاة المراهقة الذين أوقفوا الجمعة في مونبولييه، للاشتباه بتحضيرهم لعملية انتحارية.
كما اعتقلت السلطات في باريس مراهقا "تطوع لتنفيذ عمل إرهابي"، وكان على اتصال مع رشيد قاسم، وفتحت تحقيقا بشأنه، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى مصادر مقربة من التحقيق.