وقد أدت الاشتباكات التي تستخدم فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، إلى مقتل طفل وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة.
وتتركز المواجهات ما بين الشارع الفوقاني الذي يحوي على عناصر متشددة، وبين منطقة البركسات الواقعة تحت سيطرة حركة فتح.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الاشتباكات اندلعت بصورة مفاجئة بعيد مغادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبنان، إثر زيارة استمرت لثلاثة أيام.
وأفاد مصدر من داخل المخيم لـ"سبوتنيك"، أن بعض المجموعات المتشددة داخل المخيم انزعجت من زيارة الرئيس أبو مازن إلى لبنان "وبالتالي حاولت وتحاول إيصال رسائل أمنية سواء للداخل اللبناني أو الفلسطيني، لا سيما وأن الرئيس الفلسطيني كان قد تطرق في محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين للأوضاع الأمنية داخل المخيمات الفلسطينية وكان هناك توافق في الرؤى ما بين الجانبين اللبناني والفلسطيني حول ضرورة مواصلة التعاون والتنسيق لحفظ أمن المخيمات".
يتابع المصدر بأن هناك "انزعاج أيضا من من قبل الجماعات المتطرفة داخل المخيم للتنسيق الذي جرى مؤخرًا ما بين القوى الأمنية اللبنانية وتحديدا مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، وبين الفصائل الفلسطينية حول تسليم عدد من المطلوبين داخل المخيم أنفسهم للجهات الأمنية اللبنانية مقابل حصولهم على أحكام مخففة من قبل القضاء اللبناني، مؤكدا أن الاشتباكات التي تدور الآن لن تدوم طويلاً، وأن القوة الأمنية المشتركة المولجة حفظ المخيم لديها قرار جدي بإنهاء هذه الظاهرة، التي أكثر ما تضر أهالي المخيم العزل".
جدير بالذكر أن اجتماعا عقد في سفارة دولة فلسطين في بيروت، وضم السفير الفلسطيني أشرف دبور والقوى الوطنية والإسلامية وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية؛ لتدارس الوضع الأمني المستجد في مخيم عين الحلوة.
في الوقت الذي يشهد فيه المخيم حاليا استنفارات مسلحة في عدد من شوارعه، ووقوع اشتباكات متقطعة دفعت ببعض العائلات إلى النزوح إلى خارج المخيم، فيما عمدت القوى الأمنية اللبنانية إلى قطع طريق جسر الأولي المؤدي إلى داخل مدينة صيدا، مع الإبقاء على الطريق البحرية سالكة، لا سيما وأن رصاص الاشتباكات قد طاول مناطق بعيدة نسبيا عن المخيم.
كما عمدت وكالة "الأونروا" إلى تعليق خدماتها في عين الحلوة، لا سيما في المؤسسات التربوية والاجتماعية والصحية التابعة لها.