يقول النائب الدكتور حبيب الطرفي:
إن مشروع ترامب "إعادة إعمار العراق مقابل النفط" لم يطرح على الجهات الرسمية، هناك تكهن إعلامي بالدرجة الأولى فيما يخص هذا الموضوع، وهو أمر من غير الممكن أن يكون ما لم يطرح في مجلس النواب العراقي، فالنفط وفق الدستور هو ملك للشعب العراقي، ولايستطيع أحد التصرف فيه إلا بعد أن يأذن ممثلو الشعب بذلك. قد يكون البعض على المستوى الشعبي يحاول أن يجعل من هذا الأمر موضوعا ممكنا بسبب اليأس الذي أصابهم مما موجود، لذا فهم يساندون مثل هذه المواضيع التي تحتوي على شيء من الخطورة يفترض تدقيقها بصورة كاملة، وإلى الآن لم يطرح هذا المشروع لا على المستوى التنفيذي ولا على المستوى التشريعي، وبالتالي لا نستطيع القول بأن هذا الأمر مقبول أو مرفوض لأنه قد تكون هناك معطيات تخدم الشعب العراقي.
لدينا الكثير من المعاناة والمشاكل، إلا أن ذلك لا يعني وتحت أي ظرف من الظروف أن تكون ثروات البلد سلعة مقابل شيء، ويجب أن يتعامل مع ذلك بمنتهى القوة بعد العودة إلى ممثلي الشعب.
أما الناشط المدني حميد جحجيح فيقول:
العراق يمتلك تجربة قديمة في موضوع النفط مقابل الغذاء، حيث تكفلت الأمم المتحدة في تسعينيات القرن الماضي بعملية توفير الغذاء للشعب العراقي مقابل نفطه، وأنا أرى إن مشروع ترامب الجديد غير واضح المعالم لكي نتمكن من انتقاده، فهو مقدم للكونغرس وليس للأمم المتحدة.
وإذا سألت عن هذا الموضوع باعتباري كمواطن، فأنا اتقبله بشكل كبير، لأن القائمين على مؤسسات الدولة أخفقوا بعملية البناء لمدة 13 عاما مضت، ولم يستطيعوا أن يبنوا أو ينجزوا مؤسسات حقيقية يمكن من خلالها تقديم خدمة للمواطنين، وبالتالي نتمنى أن تكون هناك رعاية دولية لهذا الموضوع، النفط العراقي لم تتم الاستفادة منه، والعراق قائم على اقتصاد ريعي يعتمد على النفط، والأموال التي يحصل عليها هي عرضة للاستنزاف والنهب ولا تذهب إلى أشياء تعود بالفائدة على البلد، ونتمنى أن تأتي أمريكيا أو غيرها تأخذ هذه الموارد وفعلا تعيد بناء البنى الأساسية للعراق.
هذا لا يعني أن المواطنين بشكل عام سوف يقبلون بالمشروع الأمريكي هذا، كون مجموعة كبيرة من الناس تنتمي لجهات سياسية معينة تقف بالضد من توجهات أمريكا، وهناك الكثير ممن يحمل الولايات المتحدة مسؤولية الخراب الحاصل في البلد، باعتبارها أهملت اتفاقياتها الأمنية وتركت العراق عرضة للخطر، لكن أعتقد أن كل إنسان يسعى لحياة كريمة ويتمنى أن تكون هناك إدارة من خارج الطبقة السياسية الموجودة في العراق الآن، كوننا لم نحصل على شيء من تلك الطبقة السياسية سوى أننا نعيش في خربة اسمها بلد.
إعداد وتقديم ضياء إبراهيم حسون