وفي الوقت ذاته، ردت وزارة الآثار على تلك الانتقادات، مؤكدة أن ما تم هو الطريقة الوحيدة المتاحة لاستخراج التمثال وأنها تمت بالتوافق مع بعثة التنقيب الألمانية، وأن رأس التمثال مكسور منذ فترة طويلة وليس نتيجة رفعه بالكراكات.
من جانبه، قال الدكتور محمد إبراهيم، وزير الآثار السابق، إن المنطقة التي تم اكتشاف التمثال بها مليئة بالمياه الجوفية، ولم يكن هناك مفر من استخدام تلك المعدات، لأن المنطقة سكنية ومزدحمة، ولا يمكن لوزارة الآثار أن تتخذ قرارا بمفردها في مثل هذه الأمور، وتلك كانت الطريقة الوحيدة لرفع التمثال.
وأضاف إبراهيم، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، اليوم الجمعة 10مارس/ آذار، أن طبيعة الأرض والإمكانات المتاحة هي التي تحدد الطريقة التي نتعامل بها مع الأثر، والأرض في"المطرية" طينية ورخوة ولا تتحمل معدات ثقيلة لرفع التمثال عن الأرض.
وأشار إبراهيم، إلى أن هناك أنواع كثيرة من الأراضي التي تقع تحت إشراف وزارة الآثارمنها "أراضي خارج الزمام- الصحراوية، وأملاك آثار بما فيها من أثر، والأراضي التي يتم التنقيب فيها وتعود للدولة إن لم يكتشف فيها أثر"، ويتم تحديد تلك الأراضي عن طريق اللجنة الفنية واللجان المسؤولة عن الآثار الإسلامية والمسيحية، والمنطقة التي تم العثور على التمثال فيها كانت مثار نزاع بين الوزارة والمحافظة والأهالي.
وفي نفس السياق، قالت الدكتورة علا العجيزي، العميد السابق لكلية الآثار، إن منطقة المطرية كلها غارقة في مياة الصرف الصحي، فتلك المنطقة هى العاصمة العلمية أو عاصمة النور الأولى تهمل بهذه الطريقة، إلى أن يتم استخراج أجزائها من الصرف، والتمثال الذي تم استخراجه لم يكسر في تلك العملية، فهو مكسور منذ البداية نتيجة غرقه في المجاري، وليست هناك إهانه للتراث أكثر من ذلك.
ولفتت العجيزي، إلى أن التعليقات التي قيلت فيها ظلم كبير، فبدلا من اللوم على من استخرجوا التمثال، كان اللوم يجب أن يقع على من أوصل المنطقة لتلك الحالة، فتلك المنطقة كان بها معبد لرمسيس الثاني، والبعثة الألمانية تنقب منذ فترة ووجدوا في البدايات حجارة تدل على وجوده إلى أن وصلوا للتمثال، وهذه ليست المرة الأولى التي نجد فيها تمثال مكسور، فطبيعي مع الزمن يحدث هذا، وقد يكون التمثال تعرض للتدمير منذ قرون، فالإهمال ليس من الآثار وإنما قد يكون ناتج عن عصور سابقة.
وأوضحت العجيزي، أن مشاكل المناطق التي بها آثار لم تكتشف أنها أصبحت تحت أحياء وبناء عشوائي، كما في المطرية ونزلة السمان، وعملية متابعة تلك المناطق تتطلب نقل السكان لمناطق أخرى وما يستتبع ذلك من مشاكل أمنية واقتصادية.
ووجهت العجبزي، رسالة لليونسكو والجهات المحلية بضرورة التعاون لإنقاذ التراث الإنساني وسحب المياة الجوفية والحشائش من المناطق الأثرية.