وعندما تنطلق فعاليات الموسم الحالي بسباق جائزة أستراليا الكبرى يوم الأحد المقبل، سيشهد عالم فورمولا-1 للمرة الأولى منذ 40 عاما غياب البريطاني بيرني إكليستون الذي ظل على مدار عقود في موقع الرجل الأول لهذا العالم من خلال منصبه كرئيس للرابطة المنظمة للبطولة مالك الحقوق التجارية للبطولة.
ويترقب المتابعون وعشاق فورمولا-1 الكثير من الإثارة في الموسم الجديد الذي يشهد أيضا غياب الألماني نيكو روزبرغ حامل اللقب وذلك لاعتزاله بعد فوزه باللقب في 2016.
وإلى جانب غياب إكليستون وروزبرغ، سيشهد الموسم الجديد بعض التغييرات الأخرى.
واحتكر فريق مرسيدس اللقب في المواسم الثلاثة الماضية ولكنه سيفتقد هذا الموسم لجهود روزبرج الذي ساعده على الفوز بلقب الصانعين (الفرق) في الموسم الماضي بخلاف فوز السائق الألماني نفسه بلقب السائقين قبل اعتزاله وهو في الحادية والثلاثين من عمره.
ورغم اعتزال روزبرغ، يمتلك مرسيدس الفوز باللقب للموسم الرابع على التوالي إذا نجح سائقه البريطاني لويس هاميلتون في قيادة الفريق لتقديم موسم قوي.
وكان هاميلتون فاز بلقب البطولة، على مستوى السائقين، في أعوام 2008 و2015 و2016.
كما يستطيع الألماني سيباستيان فيتيل إنهاء مسيرته مع فيراري بإحراز لقبه الوحيد مع الفريق من خلال الموسم الجديد وهو الأخير له في عقده مع فيراري.
وكان فيتيل أحرز اللقب في أربعة مواسم متتالية من 2010 إلى 2013 ولكن خلال تواجده مع فريق ريد بول.
كما تبدو الفرصة سانحة أمام سائقين آخرين وفرق أخرى مثل ريد بول لانتزاع لقب البطولة في الموسم الحالي.
وتنطلق فعاليات الموسم، الذي يشتمل على 20 سباقا، بسباق جائزة أستراليا الكبرى في 26 آذار/مارس الحالي.
ويستمر هاميلتون في قيادة إحدى سيارتي فريق مرسيدس علما بأنه احتل أحد المركزين الأول والثاني في عشرة سباقات بالموسم الماضي.
وفي السيارة الثانية للفريق، يحل الفنلندي فالتيري بوتاس /27 عاما/ مكان نيكو روزبرج.
وقال بوتاس، الذي شارك في الموسم السابق بإحدى سياراتي فريق وليامز: "لست هنا لأكون في المركز الثاني".
ويسعى فيتيل /29 عاما/ إلى استغلال الموسم الحالي لمحو ذكرياته السيئة في الموسم الماضي الذي لم يشهد فوزه بلقب أي من السباقات كما شهد صعوده إلى منصة التتويج (باحتلال أحد المراكز الثلاثة الأولى) في سبعة فقط من سباقات الموسم.
وينتظر أن يمنح فيتيل وزميله الفنلندي المخضرم كيم رايكونن /37 عاما/ فريق فيراري الكثير من الخبرة في الموسم الجديد لا سيما وأن رايكونن توج باللقب العالمي في 2007.
وأنهى ريد بول الموسم الماضي في المركز الثاني بالترتيب العام للبطولة لفئة الصانعين (الفرق) كما أن سائقيه ماكس فيرستابن ودانيال ريتشاردو كانا الوحيدين من خارج فريق مرسيدس اللذين حققا الفوز في سباقات الموسم الماضي.
ورغم هذا، لا ينظر المنافسون إلى ريد بول على أنه منافس قوي في الموسم الجديد. وقال فيتيل، عن فريق مرسيدس: "إنه الفريق المرشح بقوة".
وفي المقابل، أكد نيكي لاودا الرئيس غير التنفيذي لمرسيدس: "أرى أننا سنواجه عاما عصيبا".
وأكدت الاختبارات التي جرت على مدار أسبوعين في برشلونة أن سيارات فورمولا-1 هذا الموسم ستكون أسرع مما كانت في ظل قواعد التصميم الجديدة لهذه السيارات.
وكان أفضل زمن سجله رايكونن على مضمار "كتالونيا" في برشلونة خلال هذه الاختبارات أسرع بأكثر من ثلاث ثوان عن الزمن الذي سجله هاميلتون ليفوز بلقب السباق الأسباني على نفس المضمار في الموسم الماضي.
ويستطيع السائقون عبور المنحنيات في سباقات الموسم الجديد بشكل أسرع منه في الموسم الماضي وهو ما يجعل السباقات أكثر قوة من الناحية البدنية.
ولكن بعض المراقبين يشكون في أن يؤدي هذا إلى مزيد من محاولات الاجتياز بين المتنافسين على المضمار في مختلف سباقات البطولة.
وما زال الصراع دائرا بين رؤساء الفرق المتنافسة للحفاظ على القاعدة الجماهيرية لفرقهم من ناحية وإضافة المزيد من المشجعين من ناحية أخرى.
وللمرة الأولى منذ 40 عاما، لن يكون إكليستون هو المهيمن على البطولة حيث نجحت شركة "ليبرتي ميديا" للإعلام والاتصالات بالولايات المتحدة في شراء البطولة بينما أصبح إكليستون /86 عاما/ مستشارا للملاك الجدد للبطولة.
ولن يكون خروج إكليستون من عالم فورمولا-1 هو التغيير الوحيد الذي يطرأ على البطولة في الموسم الجديد حيث يشارك في الموسم الجديد عشرة فقط من 11 فريقا شاركوا في البطولة بالموسم الماضي بعد إفلاس فريق "مانور".
وفي المقابل ، تراجع البرازيلي فيليبي ماسا عن قراره الذي اتخذه في أيلول/سبتمبر الماضي بالاعتزال وعاد إلى فريق وليامز بعدما رحل بوتاس عن الفريق ليعوض رحيل روزبرج عن فريق مرسيدس.