إليكم تفاصيل هذا الحوار:
سبوتنيك: نبدأ من ميناء الحديدة، الأمم المتحدة رفضت طلب التحالف العربي بالأشراف على الميناء، وكان لديكم العديد من التساؤلات بخصوص المساعدات الإنسانية ومصير الناس المحتاجين لها؟
بالنسبة لنا ميناء الحديدة هو أحد موانئ الجمهورية اليمنية، ومن الطبيعي أن يكون تحت تصرف الحكومة اليمنية الشرعية، أوعلى أقل تقدير تحت تصرف الأمم المتحدة والجماعات الإغاثية التي تمثل البرامج الإغاثية. لا يمكن عمل مشروع ولا تشرف عليه. لذلك يجب أن يكون هناك مراقبون في المطار من قبل الجهات التي تمثل برامج داخل اليمن للتأكد من حسن سير هذه البرامج، هذا ما ذكرناه. لا يمكن القول إن الميناء أصبح بحالة من الفوضى والتخبط ويستغل لتهريب السلاح واختطاف المواد الغذائية والطبية واستخدامها لأغراض عسكرية وانطلاق العمليات ضد خطوط الملاحة من داخل الميناء، لذلك نقول إما أن يكون تحت إشراف الأمم المتحدة ومراقبين يتأكدون كيف يدار هذا الميناء، أو الحكومة الشرعية ستستعيد السيطرة على الميناء.
سبوتنيك: تستعيد السيطرة عسكريا؟
طبعا، لأنه جزء من الأراضي اليمنية، كيف استعادت الحكومة الشرعية اليمنية عدن، بالكلام؟ طبعا استعادتها عسكريا. اليوم أو غدا سيعود تحت سيطرة الحكومة الشرعية من ضمن العمليات العسكرية لا شك فيها، نحن الآن نهيأ ميناء المخا جنوب الحديدة ليكون ميناء مرادفا لميناء الحديدة لاستقبال المواد الغذائية والطبية
سبوتنيك: تفاعل الأمم المتحدة معكم في هذا الموضوع؟
الأمم المتحدة لم تجاوب للأسف على السؤال، هي تتحدث عن حماية، نحن لا نتحدث عن حماية، نحن نقول إشراف على البرامج التي تمول من قبل التحالف ونحتاج لمن يراقب هذه البرامج ليتأكد من حسن سيرها ووصولها للمحتاجين، الأمم المتحدة تتحدث عن حماية، نحن لم نطلب منها حماية، نطلب منهم أن يكونوا متواجدين على الأرض ويشرفوا على البرامج التي تمول من قبل التحالف، اليوم المجتمع الدولي وعلى رأسه المملكة والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرها دفعوا أكثر من مليار و700 مليون دولار ثمن برامج إغاثية في اليمن، أين ذهبت هذه البرامج؟ إذا كانت الأمم المتحدة لا تزال كل يوم تتحدث عن نقص وشح ومجاعة وقلة في الخدمات الطبية في المستشفيات! نقول لهم أين ذهبت هذه البرامج؟ هناك مشكلة أن هذه المساعدات تصل إلى اليمن بدون مراقبة.
نحن نرغب أن تراقب البرامج التي تحت إشراف الحكومة الشرعية والتي تحت إشراف الانقلابين لنتأكد أنها تصل للمواطن اليمني.
سبوتنيك: بعد مرور سنتين على التحالف العربي وعملياته، هل حقق التحالف أهدافه التي وضعها في البداية؟
الحكومة اليمنية الشرعية أين موجودة؟ في عدن. وأين كانت 26 مارس/ آذار؟ لم يكن هناك حكومة. في 26 مارس لم يكن هناك حكومة لم يكن هناك سفارات، كانت الدولة مفككة. نحن أنشأنا دولة يمنية من الصفر، الآن لدينا رئاسة، لدينا حكومة، لدينا وزراء، لدينا وزارات تعمل، صحيح أنها تعمل مؤقتا من عدن، إلا أن العمليات على أبواب صنعاء، وستعود صنعاء لسيطرة الحكومة اليمنية الشرعية. المنجز كبير، إذا تذكر يوم 26 مارس بداية العمليات، من كان يقاتل في شارع عدن؟ أشخاص مدنيون. اليوم لدينا جيش يمني منظم يمكنه القيام بعمليات قتالية وأن يحتفظ بالأرض. هذا هو ما تحقق اليوم، وهو ما برهن عليه في نهم وارحب والمخا ويستمر بالعمليات في اليمن بشكل إيجابي
أنشأنا خلال سنتين دولة يمنية جديدة، دولة فاعلة تعمل وتتحرك وتتفاعل مع المجتمع الدولي ولها جيش ونظام أمني ويوم عن يوم الأوضاع تتحسن في المناطق المحررة، ولو قارنا مع 26 مارس فقد كانت الميلشيات تسيطر على كامل الأراضي اليمنية، اليوم هم يتقوقعون في صنعاء والحديدة وجزء من صعدة، اليوم العمليات في صعدة معقل الميليشيات الحوثية.
الوضع سيء وخطير في المناطق التي يتواجد فيها الحوثيون، والتي هي في محافظة الحديدة، بالرغم من وجود الميناء في الحديدة إلا أنها من أكثر المناطق تضررا، الوضع في عدن ممتاز والوضع في مأرب ممتاز.
سبوتنيك: ماذا عن خطط إعادة الإعمار؟
اليمن منذ 40 سنة أفقر دولة في العالم العربي، مشاكل اليمن أزلية منذ عشرات السنين، نحن نقول إعادة تأهيل اليمن وليس إعادة بناء لأن اليمن لم يدمر، فالوضع في اليمن سيء من زمان وجاء الانقلاب وجعله أسوء لذلك المرحلة القادمة ستكون إعادة تأهيل اليمن
سبوتنيك: هل من خطط أو برامج معينة؟
هناك خطط جاهزة تنفذ اليوم تحت ما يسمى مرحلة الحلول العاجلة في المناطق المحررة وهو ما تم في مأرب وشبوة والمكلا وحضرموت، في المناطق المحررة الوضع يتحسن يوما عن يوم
الوضع يحتاج مزيدا من العمل بعد أن يتم تحرير بقية المناطق وتعود الحكومة الشرعية، عندها ستنطلق خطة معدة سلفا اسمها خطة إعادة تأهيل اليمن وإعادة الحياة الطبيعية إلى مسارها
ستكون ممولة من التحالف العربي وتحت إشراف البنك الدولي والحكومة اليمنية الشرعية.
سبوتنيك: هل من مساهمات دولية في هذه الخطة؟
هناك 18 دولة، وهي دول صديقة لليمن ولديها إسهامات مختلفة ولكن الإسهام الكبير هو ما تقوم به دول التحالف، المملكة العربية السعودية هي الداعم الأول لليمن في جميع الجوانب، لو سألتني اليوم، من يصرف رواتب الحكومة اليمنية؟ ومن يصرف على الدولة؟ ومن يدير ميزانية الدولة اليمنية؟، هي المملكة العربية السعودية وشقيقاتها في دول التحالف وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة، هاتين الدولتين تضطلع بكل مصاريف الحكومة اليمنية وبرامجها والبنك المركزي وغيره.
سبوتنيك: إلى متى ستمتد العمليات العسكرية في ظل غياب العملية السياسية؟
المسار العسكري والمسار السياسي متلازمان ويسيران بالتوازي، ولكن أي عملية سياسية تحتاج أن يكون هناك طرفان، اليوم الحكومة اليمنية الشرعية تقبل بجميع المبادرات وتجلس إلى الطاولة وحيدة ولا يوجد طرف ثاني، فالطرف الثاني ما زال يتعنت ولا يفهم إلا منطق القوة، ولذلك العمل العسكري مستمر حتى تقبل الميليشيات الحوثية الجلوس إلى طاولة التفاوض وإيجاد حل سياسي، لا يمكن أن تجلس الحكومة إلى طاولة التفاوض وحدها، التفاوض يكون بين طرفين، والحكومة الشرعية جالسة الى طاولة التفاوض منذ مباحثات الكويت وقبلت بجميع المبادرات، الطرف الآخر هو من يرفض التعاطي مع المبادرات، ولذلك العمل العسكري سيستمر حتى تقبل الميليشيات الحوثية الحل السياسي وتجلس إلى الطاولة وتتحول من ميليشيا مسلحة إلى حزب سياسي وتدخل في التفاوض السياسي وتقبل بأن تكون جزء من الحكومة ولكن لا يمكنها أن تكون جزءا من الحكومة وميليشيا مسلحة بنفس الوقت.